للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سورة الأنبياء (٢١) : الآيات ٦٢ الى ٦٣]

قالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هذا بِآلِهَتِنا يَآ إِبْراهِيمُ (٦٢) قالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ (٦٣)

قالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هذا بِآلِهَتِنا يَآ إِبْراهِيمُ حين أحضروه.

قالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ أسند الفعل إليه تجوزاً لأن غيظه لما رأى من زيادة تعظيمهم له تسبب لمباشرته إياه، أو تقريراً لنفسه مع الاستهزاء والتبكيت على أسلوب تعريضي كما لو قال لك من لا يحسن الخط فيما كتبته بخط رشيق: أأنت كتبت هذا فقلت بل كتبته أنت، أو حكاية لما يلزم من مذهبهم جوازه، وقيل إنه في المعنى متعلق بقوله إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ وما بينهما اعتراض أو إلى ضمير فَتًى أو إِبْراهِيمُ، وقوله كَبِيرُهُمْ هذا مبتدأ وخبر ولذلك وقف على فعله. وما

روي أنه عليه الصلاة والسلام قال «لإِبراهيم ثلاث كذبات»

تسمية للمعاريض كذباً لما شابهت صورتها صورته.

[سورة الأنبياء (٢١) : الآيات ٦٤ الى ٦٥]

فَرَجَعُوا إِلى أَنْفُسِهِمْ فَقالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ (٦٤) ثُمَّ نُكِسُوا عَلى رُؤُسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هؤُلاءِ يَنْطِقُونَ (٦٥)

فَرَجَعُوا إِلى أَنْفُسِهِمْ وراجعوا عقولهم. فَقالُوا فقال بعضهم لبعض. إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ بهذا السؤال أو بعبادة من لا ينطق ولا يضر ولا ينفع لا من ظلمتموه بقولكم إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ.

ثُمَّ نُكِسُوا عَلى رُؤُسِهِمْ انقلبوا إلى المجادلة بعد ما استقاموا بالمراجعة، شبه عودهم إلى الباطل بصيرورة أسفل الشيء مستعلياً على أعلاه. وقرئ «نُكِّسُواْ» بالتشديد و «نكسوا» أي نكسوا أنفسهم. لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هؤُلاءِ يَنْطِقُونَ فكيف تأمرنا بسؤالها وهو على إرادة القول.

[سورة الأنبياء (٢١) : الآيات ٦٦ الى ٦٨]

قالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنْفَعُكُمْ شَيْئاً وَلا يَضُرُّكُمْ (٦٦) أُفٍّ لَكُمْ وَلِما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ (٦٧) قالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ (٦٨)

قالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنْفَعُكُمْ شَيْئاً وَلا يَضُرُّكُمْ إنكار لعبادتهم لها بعد اعترافهم بأنها جمادات لا تنفع ولا تضر فإنه ينافي الألوهية.

أُفٍّ لَكُمْ وَلِما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ تضجر منه على إصرارهم بالباطل البين، وأُفٍّ صوت المتضجر ومعناه قبحاً ونتناً واللام لبيان المتأفف له. أَفَلا تَعْقِلُونَ قبح صنيعكم.

قالُوا أخذا في المضارة لما عجزوا عن المحاجة. حَرِّقُوهُ فإن النار أهول ما يعاقب به. وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ بالانتقام لها. إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ إن كنتم ناصرين لها نصراً مؤزراً، والقائل فيهم رجل من أكراد فارس اسمه هيون خسف به الأرض وقيل نمروذ.

[[سورة الأنبياء (٢١) : آية ٦٩]]

قُلْنا يَا نارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ (٦٩)

قُلْنا يَا نارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ ذات برد وسلام أي ابردي بردا غير ضار، وفيه مبالغات جعل النار المسخرة لقدرته مأمورة مطيعة وإقامة كُونِي ذات برد مقام أبردي، ثم حذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه. وقيل نصب سَلاماً بفعله أي وسلمنا سلاماً عليه.

روي أنهم بنوا حظيرة بكوثى وجمعوا فيها ناراً عظيمة ثم وضعوه في المنجنيق مغلولاً فرموا به فيها فقال له جبريل: هل لك حاجة، فقال:

أما إليك فلا فقال: فسل ربك فقال: حسبي من سؤالي علمه بحالي، فجعل الله تعالى- ببركة قوله- الحظيرة

<<  <  ج: ص:  >  >>