للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لَهُ

دعاءه. فَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ من الطوفان أو أذى قومه، والكرب الغم الشديد.

وَنَصَرْناهُ مطاوع انتصر أي جعلناه منتصراً. مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا إِنَّهُمْ كانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْناهُمْ أَجْمَعِينَ لاجتماع الأمرين تكذيب الحق والانهماك في الشر، ولعلهما لم يجتمعا في قوم إلا وأهلكهم الله تعالى.

[سورة الأنبياء (٢١) : الآيات ٧٨ الى ٧٩]

وَداوُدَ وَسُلَيْمانَ إِذْ يَحْكُمانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شاهِدِينَ (٧٨) فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ وَكُلاًّ آتَيْنا حُكْماً وَعِلْماً وَسَخَّرْنا مَعَ داوُدَ الْجِبالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فاعِلِينَ (٧٩)

وَداوُدَ وَسُلَيْمانَ إِذْ يَحْكُمانِ فِي الْحَرْثِ في الزرع، وقيل في كرم تدلت عناقيده. إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ رعته ليلاً. وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شاهِدِينَ لحكم الحاكمين والمتحاكمين إليهما عالمين.

فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ الضمير للحكومة أو للفتوى وقرئ «فأفهمناها» .

روي أن داود حكم بالغنم لصاحب الحرث فقال سليمان وهو ابن إحدى عشرة سنة: غير هذا أرفق بهما فأمر بدفع الغنم إلى أهل الحرث ينتفعون بألبانها وأولادها وأشعارها والحرث إلى أرباب الغنم يقومون عليه حتى يعود إلى ما كان ثم يترادان.

ولعلهما قالا اجتهادا والأول نظير قول أبي حنيفة في العبد الجاني والثاني مثل قول الشافعي بغرم الحيلولة في العبد المغصوب إذا أبق، وحكمه في شرعنا عند الشافعي وجوب ضمان المتلف بالليل إذ المعتاد ضبط الدواب ليلاً

وهكذا قضى النبي صلّى الله عليه وسلّم لما دخلت ناقة البراء حائطاً وأفسدته فقال «على أهل الأموال حفظها بالنهار وعلى أهل الماشية حفظها بالليل» .

وعند أبي حنيفة لا ضمان إِلاَّ أن يكون معها حافظ

لقوله صلّى الله عليه وسلّم «جرح العجماء جبار» .

وَكُلًّا آتَيْنا حُكْماً وَعِلْماً دليل على أن خطأ المجتهد لا يقدح فيه. وقيل على أن كل مجتهد مصيب وهو مخالف لمفهوم قوله تعالى: فَفَهَّمْناها ولولا النقل لاحتمل توافقهما على أن قوله ففهمناها لإِظهار ما تفضل عليه في صغره. وَسَخَّرْنا مَعَ داوُدَ الْجِبالَ يُسَبِّحْنَ يقدسن الله معه إما بلسان الحال أو بصوت يتمثل له، أو بخلق الله تعالى فيها الكلام. وقيل يسرن معه من السباحة وهو حال أو استئناف لبيان وجه التسخير ومَعَ متعلقة ب سَخَّرْنا أو يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ عطف على الْجِبالَ أو مفعول معه.

وقرئ بالرفع على الإِبتداء أو العطف على الضمير على ضعف. وَكُنَّا فاعِلِينَ لأمثاله فليس ببدع منا وإن كان عجبا عندكم.

[[سورة الأنبياء (٢١) : آية ٨٠]]

وَعَلَّمْناهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شاكِرُونَ (٨٠)

وَعَلَّمْناهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ عمل الدرع وهو في الأصل اللباس قال:

البِسْ لَكُل حَالَة لَبُوسهَا ... إِمَّا نعيمها وَإِمَا بُوسها

قيل كانت صفائح فحلقها وسردها. لَكُمْ متعلق بعلم أو صفة ل لَبُوسٍ ليحصنكم مّن بَأْسِكُمْ بدل منه بدل الاشتمال بإعادة الجار، والضمير لداود عليه السلام أو ل لَبُوسٍ وفي قراءة ابن عامر وحفص بالتاء للصنعة أو ل لَبُوسٍ على تأويل الدرع وفي قراءة أبي بكر ورويس بالنون لله عز وجل فَهَلْ أَنْتُمْ شاكِرُونَ ذلك أمر أخرجه في صورة الاستفهام للمبالغة والتقريع.

[سورة الأنبياء (٢١) : الآيات ٨١ الى ٨٢]

وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ عاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عالِمِينَ (٨١) وَمِنَ الشَّياطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلاً دُونَ ذلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حافِظِينَ (٨٢)

<<  <  ج: ص:  >  >>