للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سورة الشعراء (٢٦) : الآيات ٦١ الى ٦٤]

فَلَمَّا تَراءَا الْجَمْعانِ قالَ أَصْحابُ مُوسى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (٦١) قالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ (٦٢) فَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (٦٣) وَأَزْلَفْنا ثَمَّ الْآخَرِينَ (٦٤)

فَلَمَّا تَراءَا الْجَمْعانِ تقاربا بحيث رأى كل واحد منهما الآخر، وقرئ «تراءت الفئتان» قالَ أَصْحابُ مُوسى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ لملحقون، وقرئ «لَمُدْرَكُونَ» من أدرك الشيء إذا تتابع ففني، أي: لمتتابعون في الهلاك على أيديهم.

قالَ كَلَّا لن يدركوكم فإن الله وعدكم بالخلاص منهم. إِنَّ مَعِي رَبِّي بالحفظ والنصرة.

سَيَهْدِينِ طريق النجاة منهم،

روي أن مؤمن آل فرعون كان بين يدي موسى فقال: أين أمرت فهذا البحر أمامك وقد غشيك آل فرعون، فقال: أمرت بالبحر ولعلي أومر بما أصنع.

فَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ بحر القلزم أو النيل. فَانْفَلَقَ أي فضرب فانفلق وصار اثني عشر فرقاً بينها مسالك. فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ كالجبل المنيف الثابت في مقره فدخلوا في شعابها كل سبط في شعب.

وَأَزْلَفْنا وقربنا. ثَمَّ الْآخَرِينَ فرعون وقومه حتى دخلوا على أثرهم مداخلهم.

[سورة الشعراء (٢٦) : الآيات ٦٥ الى ٦٨]

وَأَنْجَيْنا مُوسى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (٦٥) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ (٦٦) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (٦٧) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (٦٨)

وَأَنْجَيْنا مُوسى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ بحفظ البحر على تلك الهيئة إلى أن عبروا.

ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ بإطباقه عليهم.

إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وأية آية. وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ وما تنبه عليها أكثرهم إذ لم يؤمن بها أحد ممن بقي في مصر من القبط، وبنو إسرائيل بعد ما نجوا سألوا بقرة يعبدونها واتخذوا العجل وقالوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً.

وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ المنتقم من أعدائه. الرَّحِيمُ بأوليائه.

[سورة الشعراء (٢٦) : الآيات ٦٩ الى ٧١]

وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْراهِيمَ (٦٩) إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ (٧٠) قالُوا نَعْبُدُ أَصْناماً فَنَظَلُّ لَها عاكِفِينَ (٧١)

وَاتْلُ عَلَيْهِمْ على مشركي العرب. نَبَأَ إِبْراهِيمَ.

إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ سألهم ليريهم أن ما يعبدونه لا يستحق العبادة.

قالُوا نَعْبُدُ أَصْناماً فَنَظَلُّ لَها عاكِفِينَ فأطالوا جوابهم بشرح حالهم معه تبجحاً به وافتخاراً، و «نظل» ها هنا بمعنى ندوم. وقيل كانوا يعبدونها بالنهار دون الليل.

[سورة الشعراء (٢٦) : الآيات ٧٢ الى ٧٤]

قالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (٧٢) أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (٧٣) قالُوا بَلْ وَجَدْنا آباءَنا كَذلِكَ يَفْعَلُونَ (٧٤)

قالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ يسمعون دعاءكم أو يسمعونكم تدعون فحذف ذلك لدلالة. إِذْ تَدْعُونَ عليه

<<  <  ج: ص:  >  >>