للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

موسى، وشكهم المريب كان في التوراة وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ من سورة الشورى آية: ١٤، والمراد بالذين أورثوا الكتاب هم اليهود والنصارى إلا المسلمون فإن التوراة قد أحرقت مع هيكل سليمان، ولذلك يقول الله:

وَيُعَلِّمُهُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ فلم يأخذ عيسى التوراة من اليهود، وإن احتج عليهم بما حفظوا منها وخالفوه في العمل، وإن أولئك المختلفين- والله- ليوفينهم ربك أعمالهم، ولا يظلم أحدا، إنه بما يعملون خبير، وفي هذا تسلية للنبي صلّى الله عليه وسلم.

نتيجة ما مضى من السورة [سورة هود (١١) : الآيات ١١٢ الى ١١٥]

فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ وَمَنْ تابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (١١٢) وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِياءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ (١١٣) وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذلِكَ ذِكْرى لِلذَّاكِرِينَ (١١٤) وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (١١٥)

[المفردات:]

وَلا تَطْغَوْا الطغيان مجاوزة الحد بالإفراط أو التفريط تَرْكَنُوا الركن الناحية القوية والجانب الأقوى، ومنه قوله تعالى: فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ والمراد النهى عن الاعتماد عليهم والالتجاء إليهم. طَرَفَيِ النَّهارِ الغداة والعشى أو بكرة وأصيلا زُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ الطائفة من أول الليل لقربها من النهار والمراد بها المغرب والعشاء.

هذا الأمر والنهى ثمرة عامة لما في القصص الماضي من العبرة والعظة، حيث كان الجزاء على الإيمان ما عرفناه، وجزاء الكفر ما علمناه، وكان منه الغرق والخسف والهلاك ... إلخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>