للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيها قد أعدت لهم إعدادا كاملا وهيئت لهم كما يهيأ المنزل للنزيل والضيف، حالة كونهم فيها خالدون ومقيمون إلى ما شاء الله وهم لا يبغون عنها تحويلا، ولا تتجه نفوسهم، إلى أحسن منها لأنها جمعت كل حسن، وحازت كل وصف، فتبارك الله أحسن الخالقين، وذلك فضل ربك وعطاؤه.

كمال علمه واحاطته بكل شيء [سورة الكهف (١٨) : الآيات ١٠٩ الى ١١٠]

قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً (١٠٩) قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً (١١٠)

[المفردات:]

مِداداً المداد ما يكتب به. وسمى بذلك لإمداده الكاتب، وفيه معنى زيادة ومجيء الشيء بعد الشيء لَنَفِدَ الْبَحْرُ لفرغ البحر وانتهى مَدَداً أى: زيادة.

سئل النبي صلّى الله عليه وسلّم عن أصحاب الكهف والرقيم، وعن الروح وعن ذي القرنين، وأوحى الله إليه بالإجابة عن هذه الأسئلة التي قصد بها إحراجه وفي ختام السورة تعرض القرآن لبيان علمه- سبحانه- المحيط بكل شيء الذي لا يتناهى عند حد لبيان قدرته وتكوينه مع بيان موقف النبي صلّى الله عليه وسلّم وأنه بشر أوحى إليه وهنا يتطامن الإنسان أمام علم الله وقدرته.

والمهم ليس كثرة السؤال وإنما العمل للقاء رب الأرباب مع البعد عن نواحي الإشراك.

[المعنى:]

قل لهم يا محمد: لو كان البحر مدادا يكتب به وكتبت كلمات علم الله به لنفد

<<  <  ج: ص:  >  >>