للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المفردات:]

أُمَّتُكُمْ ملتكم حَدَبٍ أى: مرتفع شاخِصَةٌ يقال: أبصار وعيون شاخصة إذا كانت لا تكاد تطرف من هول ما هي فيه.

[المعنى:]

بعد ما ذكر أخبار الماضين من الرسل وأقوامهم، وظهر أنهم جميعا يسارعون في الخيرات، ويدعوننا رغبا ورهبا، وكانوا لله خاشعين، وعليه متوكلين، وله مسلمين، دينهم التوحيد الخالص، والإيمان بالله ورسله وكتبه، أشار- سبحانه وتعالى- إلى الدعوة المحمدية على أنها ليست بدعا وليس صاحبها بدعا من الرسل.

إن هذه الملة المحمدية هي ملتكم التي يجب أن تتمسكوا بها، ولا تنحرفوا عنها، هي ملة واحدة كما عرفتم من الأمم مع أنبيائهم، أعنى ملة واحدة غير مختلفة في الأصول والعقائد قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ [سورة آل عمران آية ٦٤] .

إن هذه أمتكم أمة واحدة، وأنا ربكم الواحد الأحد، الفرد الصمد فاعبدوني، ولا تشركوا بي شيئا، وآمنوا برسلي خاصة خاتم النبيين محمدا صلّى الله عليه وسلم.

حول الخطاب إلى الغيبة كأنه ينقل أخبارهم إلى قوم آخرين، على معنى: ألا ترون ما ارتكب الناس من مخالفات في دين الله، لقد جعلوا أمر دينهم فيما بينهم قطعا، كما يوزع الجماعة الشيء، ويقتسمونه فيكون لهذا قطعة ولذاك قطعة، وهذا تمثيل لاختلافهم وكونهم أحزابا وفرقا شتى، وما علموا أن الكل إلينا راجع، وكلهم واردون على حساب شديد يوم الفزع الأكبر، فاحذروا أيها الناس أن تكونوا مثلهم.

فإن من يعمل بعض الصالحات وهو مؤمن فسيأخذ جزاءه كاملا غير منقوص، ولا كفران لسعيه أبدا، وإن عمله مكتوب عند الملائكة، وفي كتابه الذي يلقاه بيمينه وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً.

وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ. نعم حرام على قرية أردنا

<<  <  ج: ص:  >  >>