للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من باب المغيبات، وهذا الرأى هو الأصح، لأنه دليل على النبوة من حيث صدق خبره.

قل لهؤلاء المشركين: ربي هو العالم البصير الذي يعلم الغيب والشهادة، وهو أعلم بمن جاء بالهدى من عنده، ومن هو في ضلال بين ظاهر، فينصر الأول ويعصمه من الناس ويؤيده، وأما من هو في الضلال والكفر فهو المخذول، وستكون الدائرة عليه، وسيعاقبه على ضلاله عقابا صارما شديدا.

وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب، ولا تأمل إنزال هذا القرآن المحكم البين الكامل في كل شيء، لكن رحمة من ربك وفضلا وإحسانا ألقى إليك هذا الكتاب الذي لا ريب فيه، وهو هدى للناس وآيات للمتقين.

وإذا كان الأمر كذلك فها هي ذي تكاليف خمسة يجب عليك أن تحرص عليها إذ هي دعائم الفلاح والفوز في الدنيا والآخرة.

١- فلا تكونن ظهيرا ومعينا للكفار بحال من الأحوال بل كن ظهيرا للمسلمين ومعينا لهم، والله معك وعاصمك من النّاس جميعا وحافظك.

٢- ولا يمنعك عن تبليغ آيات الله كلها بعد إذ أنزلت عليك مانع أبدا مهما كان يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ [سورة المائدة آية ٦٧] .

٣- وادع إلى ربك وإلى دينه بكافة الطرق، متشددا في ذلك أو متساهلا تبعا للظروف ولا يهمك أمرهم.

٤- ولا تكونن من المشركين لأن من رضى عن طريقتهم أو مال إليها كان منهم.

٥- ولا تدع مع الله إلها آخر في أى عمل من الأعمال، ومعلوم أن النبي صلّى الله عليه وسلم لا يمكن أن يفعل شيئا من ذلك حتى ينهى عنه، والجواب أن هذا من باب [إياك أعنى واسمعي يا جارة] فالكلام مع النبي والمراد غيره، وإنما كان ذلك كذلك تعظيما لأمر هذه الأشياء.

وكيف تدعو مع الله إلها آخر؟ وهو الله لا إله إلا هو، كل شيء غيره في العالم هالك لأن وجوده ليس لذاته بل مستند إلى واجب الوجود، فكل شيء سوى الله

<<  <  ج: ص:  >  >>