للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا أمروا بأمر أن يأتوا منه ما استطاعوا، وقد برأه الله من قولهم: إنه آدر، حيث كشف عورته قهرا عنه فرأوه سليما صحيحا، وقد برأه مما قالوا حيث قطع حججهم، وأبطل كيدهم، ثم ضرب عليهم الذلة والمسكنة، وكان موسى عند الله وجيها وكريما محبوبا.

فاحذروا أيها المؤمنون، ولا تكونوا كمن سبقكم، فهذا الرسول الكريم على الله مبرأ من كل دنس وعيب وآل بيته الكرام، فكفوا عن الأذى، واتبعوا ما أنزل عليكم، وأطيعوا الله ورسوله لعلكم تفلحون.

ويا أيها المؤمنون اتقوا الله، وقولوا قولا سديدا، قولا صوابا فيه خيركم، ولا تقولوا ما فيه ضلالكم وما به عذابكم من كل قول فيه إثم وفحش وزور وبهتان، فإن تتقوا وتصلحوا أنفسكم، وتقولوا الخير كالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر: يصلح لكم أعمالكم في الدنيا والآخرة ويغفر لكم ذنوبكم.

فيا عباد الله: إن تتقوا الله يصلح لكم أعمالكم، ويمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى، ويؤت كل ذي فضل فضله في الآخرة، والله على كل شيء قدير، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما.

أمانة التكاليف وحملها [سورة الأحزاب (٣٣) : الآيات ٧٢ الى ٧٣]

إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَأَشْفَقْنَ مِنْها وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً (٧٢) لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (٧٣)

<<  <  ج: ص:  >  >>