للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المفردات:]

يُوزَعُونَ: يساقون حتى تتكامل عدتهم ثم يدفعون، أى: يحبس أولهم على آخرهم حتى يجتمعوا ثم يدفعون وَجُلُودُهُمْ: وهي المعروفة، وقيل المراد بها الفروج تَسْتَتِرُونَ: تستخفون أَرْداكُمْ أى: أهلككم مَثْوىً: مأوى يَسْتَعْتِبُوا: استعتب وأعتب بمعنى استرضى، أى: طلب الرضا يقال: استعتبته فأعتبنى، أى: استرضيته فأرضانى (وأعتبنى فلان، إذا عاد إلى مسرتي) راجعا عن الإساءة، والاسم منه العتبى الْمُعْتَبِينَ: المقبول عتابه، وفي قراءة المعتبين، على معنى إن أقالهم وقبل عتابهم وردهم إلى الدنيا لم يعملوا بطاعته وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ وَقَيَّضْنا لَهُمْ قُرَناءَ هيأنا لهم شياطين من الإنس والجن وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ: ثبت.

[المعنى:]

واذكر لهم يا محمد طرفا من عذاب يوم القيامة بعد تهديدهم بعذاب الدنيا لعلهم يرجعون، اذكر لهم يوم يحشر أعداء الله من الكفرة إلى النار ومواقف الحساب فهم يساقون إليها كما تساق الأنعام بشدة حتى إذا تكاملوا واجتمع أولهم على آخرهم يدفعون إلى جهنم دفعا، حتى «١» إذا ما حضروها وسئلوا عما أجرموا فأنكروا شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون.

وقالوا لجلودهم، وهل هي المعروفة أو هي كناية عن فروجهم؟ بكلّ قيل، ولكل وجه. قالوا لهم: لم شهدتم علينا؟ قالوا: أنطقنا الله- تعالى- وأقدرنا على بيان الواقع


(١) حتى: غاية لقوله يوزعون، وما في (إذا ما) زائدة لتأكيد ارتباط المجيء بشهادة الأعضاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>