للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هؤلاء هم اليهود [سورة الجمعة (٦٢) : الآيات ٥ الى ٨]

مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (٥) قُلْ يا أَيُّهَا الَّذِينَ هادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِياءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٦) وَلا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَداً بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (٧) قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٨)

[المفردات:]

حُمِّلُوا التَّوْراةَ المراد: كلفوا العمل بها، وليس هو من الحمل على الظهر بل هو من الحمالة، أى: الكفالة. أَسْفاراً: كتبا كبارا، وسميت أسفارا لأنها تسفر عن معناها إذا قرئت. أَوْلِياءُ لِلَّهِ: أحباؤه. تَفِرُّونَ مِنْهُ: تخافون منه.

وهذا مثل ضربه الله لليهود حيث أعطاهم التوراة، ولم يعملوا بها فكانوا كالحمار الذي يحمل الكتب الكبار، وفي ذكر هذا المثل هنا تحذير لأمة محمد صلّى الله عليه وسلّم من أن يكونوا كاليهود يدعون ولا يعملون ويحملون ولا ينتفعون.

[المعنى:]

شبه الله- سبحانه وتعالى- اليهود حيث حملوا التوراة وكلفوا بها وعلموا بما فيها وحفظوها ثم لم يعملوا بها ولم ينتفعوا بما فيها- بالحمار يحمل كتبا كبارا، من كتب

<<  <  ج: ص:  >  >>