للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الرقابة على الأخبار [سورة النساء (٤) : آية ٨٣]]

وَإِذا جاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطانَ إِلاَّ قَلِيلاً (٨٣)

[المفردات:]

أَذاعُوا بِهِ يقال: أذاع السر وبالسر: نشره وأشاعه بين الناس. رَدُّوهُ:

أرجعوه. يَسْتَنْبِطُونَهُ استنبط الماء: استخرجه من البئر، ثم استعمل فيما يستخرجه الرجل بفضل عقله من المعاني والحلول للمشكلات.

[المعنى:]

سبحانك يا رب أنت الحكيم العليم. ما تركت لنا شيئا إلا ونبهتنا إليه. حتى إذاعة الأخبار، إذ في كل أمة من الأمم جماعة يذيعون الأخبار بشغف خصوصا ما يتعلق بالحروب بقصد سيّئ كالمنافقين، أو بقصد حسن كما يحصل من عامة الشعب، فيرشدنا الله إلى أن الأمور التي تتعلق بالأمن أو الخوف يجب أن يترك الحديث فيها إلى القائد العام وهو الرسول- عليه السلام- ولأهل الرأى والحل والعقد في الأمة فهم أدرى الناس بها وبالكلام فيها، أما أن نتحدث ونهرف بما نعرف وما لا نعرف بقصد وبغير قصد فهذا ضرر وأى ضرر على الدولة!! ولذا تنبهت الأمم الحديثة إلى الرقابة على الصحف والإذاعة وغيرها حتى لا تستغل عقول الجماهير خصوصا في الحرب رقابة تكفل الحرية، وتمنع الخطأ، أما الرقابة بمعنى كمّ الأفواه والقضاء على الحرية فشيء لا يقره الدين.

ولولا فضل الله عليكم ورحمته بكم إذ هداكم ووفقكم لطاعة الله ورسوله ولنور

<<  <  ج: ص:  >  >>