للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القرآن لاتبعتم وسوسة الشيطان كما اتبعه الذين يبيتون ما لا يرضى من القول ويكون لهم ظاهر وباطن، ولما آمن منكم الإيمان الخالص إلا قليل، أو لآمنتم إيمانا ضعيفا.

[الحث على الجهاد أيضا [سورة النساء (٤) : آية ٨٤]]

فَقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنْكِيلاً (٨٤)

[المفردات:]

وَحَرِّضِ التحريض: الحث على الشيء بتزيينه والترغيب فيه. بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا: قوتهم وشدتهم. تَنْكِيلًا التنكيل: معاقبة المجرم عقابا يمنع غيره من أن يفعل مثله.

[المعنى:]

إذا كان الأمر كما حكى من عدم طاعة المنافقين وكيدهم وتقصير الآخرين فقاتل أنت وحدك في سبيل الله وامتثل أمره إن أردت الظفر بالأعداء إذ لا تكلف إلا فعل نفسك فقط، أما غيرك من الذين يقولون: لم كتبت علينا القتال؟ ويخشون الناس أكثر من خشيتهم الله فدعهم، والله مجازيهم على أفعالهم وما عليك إلا أن تحرض المؤمنين على القتال وتحثهم عليه ببيان آثاره في الدنيا ونتائجه في الآخرة.

وقد كان النبي صلّى الله عليه وسلّم حينما حل موعد بدر الصغرى في السنة التالية لغزوة أحد صمم على الخروج فخرج ومعه ألف وخمسمائة مقاتل وعشرة أفراس، وأقاموا على بدر ينتظرون أبا سفيان كما وعدهم وكان النصر لهم، أما أبو سفيان فرجع من الطريق وصرفه الله عن النبي صلّى الله عليه وسلّم عسى أن يكف بأسهم ويزيل قوتهم، فالله ناصرك على الأعداء سواء

<<  <  ج: ص:  >  >>