للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المفردات:]

الضر: ضد النفع، هو ما يسوء الإنسان في نفسه أو بدنه أو عرضه أو ماله.

بِخَيْرٍ: هو ما يرغب فيه الكل وتطمع إليه النفس كالعقل والعلم والعدل. وضده الشر. الْقاهِرُ القهر: الغلبة والإذلال معا. شَهادَةً: هي إخبار عن علم ومعرفة واعتقاد مبنى على المشاهد بالبصر أو البصيرة.

[المعنى:]

يقول الله- سبحانه وتعالى- ما معناه: وإن يمسسك الله بضر من ألم أو فقر أو مرض أو أى مصيبة تحصل للإنسان فلا كاشف له ولا مزيل إلا هو- سبحانه وتعالى- إذ هو القادر على كل شيء، فيجب على المسلم ألا يتوجه لغيره إذ بيده وحده إزالة الضر وجلب النفع، والضر يزيله الله بتوفيق عبده لسلوك الطرق المنتجة المعروفة، وقد يزيله بلا عمل من الإنسان أصلا، وهو الحكيم الخبير بخلقه، وإن يمسسك بخير من غنى أو صحة أو مال، فهو من عنده وحده إذ لا يقدر على ذلك إلا هو- سبحانه وتعالى- وهو على كل شيء قدير، وفي مقابلة الخير بالضر إشارة إلى أن ما يصيب الإنسان في الدنيا ليس شرّا بل قد يكون فيه نفع.. وبعد أن أثبت الله لنفسه كمال القدرة وعظيم التصرف أثبت له كمال السلطان وتمام القهر والغلبة لعباده حتى يلجأ إليه الكل ويدعونه رغبا ورهبا فقال: وهو القاهر فوق عباده، والفوقية هنا فوقية استعلاء بالقهر والغلبة لا فوقية مكان، كما تقول: السلطان فوق رعيته، والمراد فوقهم بالأمر والغلبة، وفي القهر معنى زائد ليس في القدرة وهو منع غيره من بلوغ المراد إلا بأمره وهو الحكيم في أمره الخبير بخلقه- سبحانه وتعالى-.

وكان المشركون يقولون للنبي صلّى الله عليه وسلّم من يشهد لك بأنك رسول الله؟ فنزلت الآية وأمر رسول الله أن يسألهم أى شيء أكبر شهادة وأعظمها وأصدقها؟

ثم أمره بالإجابة فقال: أكبر الأشياء شهادة الذي لا يجوز أن يقع في شهادته كذب ولا زور ولا خطأ هو الله- تعالى- الشهيد بيني وبينكم، وأوحى إلىّ هذا القرآن من لدن الله لأنذركم به عقاب تكذيبي فيما جئت به. وأنذر من بلغه هذا القرآن في أى

<<  <  ج: ص:  >  >>