للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبد المطلب، اللهم أنزل نصرك»

قال البراء: كنا والله إذا احمر البأس، أى: اشتد، نتقي برسول الله ... ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين فاستجاب دعاء النبي وأنزل ما به تسكن قلوبهم وتطمئن نفوسهم، وتقوى عزائمهم حتى اجترءوا على قتال المشركين، وأنزل الله جنودا لم تروها من الملائكة يقوون روح المؤمنين المعنوية بما يلقون في قلوبهم من التثبيت والاطمئنان ويضعفون الكافرين بما يلقون في قلوبهم من الخوف والجبن من حيث لا يرونهم وهكذا عمل الدعاية في الحرب وقد ثبت أن لها النصر المؤكد، والثابت أن الملائكة لم تقاتل إلا يوم بدر، وفي رواية عمن أسلم بعد حنين قال: أين الخيل البلق والرجال الذين كانوا عليهم بيض ما كان قتلنا إلا بأيديهم؟!! وعذب الله الذين كفروا بسيوفكم بعد أن كانوا أعزة لهم الغلب رماة ماهرين، وذلك كله جزاء الكافرين، ثم يتوب الله من بعد ذلك على من يشاء ممن انهزم وفر فيهديه إلى الإسلام، ويثبت قلبه عند الشدائد.

وفي هذه الآيات تذكير للمؤمنين بنعم الله عليهم، وأن النصر من عنده، وكثيرا ما تتخلف الأسباب الظاهرة ليتذكروا أن عناية الله- تعالى- برسوله والمؤمنين وتأييده بالقوى المعنوية أعظم شأنا وأدنى إلى النصر من القوى المادية.

[المشركون لا يدخلون المسجد الحرام [سورة التوبة (٩) : آية ٢٨]]

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ بَعْدَ عامِهِمْ هذا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٢٨)

[المفردات:]

نَجَسٌ النجاسة في اللغة: القذارة وعدم النظافة، وإذا وصف بها الإنسان كان المراد أنه شرير خبيث النفس وإن كان طاهر البدن، وإذا وصف بها الداء كان المراد أنه

<<  <  ج: ص:  >  >>