للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المفردات:]

فَرِحَ الفرح: شعور النفس بالارتياح والسرور. الْمُخَلَّفُونَ: الذين تركهم رسول الله عند خروجه إلى غزوة تبوك. خِلافَ: مصدر كالمخالفة، وقد يراد به معنى بعد وخلف فيكون ظرفا، ويصح المعنيان هنا.

هذه الآيات في بيان حال المتخلفين عن القتال، وما يجب عن معاملتهم، وقد نزلت في أثناء السفر، ولا نزال في الكلام عن المنافقين، وأعمالهم في غزوة تبوك.

[المعنى:]

فرح المتخلفون من هؤلاء المنافقين الذين تخلفوا عن رسول الله عند خروجه إلى غزوة تبوك، وقعدوا في بيوتهم مخالفين أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قعدوا لأنهم لا يؤمنون أن الغزو خير، وامتثالا لأمر ربهم ورسوله، وقالوا لإخوانهم: لا تنفروا في الحر وتتركوا مهام أعمالكم ومصالحكم.

قل لهم يا محمد: نار جهنم التي أعدت للمخالفين العصاة أشد حرا، فهي تلفح الوجوه وتنضج الجلود، وتنزعها، ولو كانوا يفقهون ذلك ويعتبرون لما خالفوها وعصوا، وآثروا راحة الجسم راحة قليلة على هذا العذاب الدائم، والنار التي أعدت لهم، وكان وقودها الناس والحجارة.

فليضحكوا قليلا، وليبكوا كثيرا، ليس هذا أمر حقيقيا بل يراد به تهديدهم، وبيان أن هذا هو الأجدر بهم على حسب حالهم وما تستوجبه أعمالهم لو كانوا يفقهون ما فإنهم من أجر، وما سيلاقيهم من عذاب وضير، وهذا جزاء لهم بما كانوا يعملون ويكسبون من الجرائم ويقترحون من الآراء.

<<  <  ج: ص:  >  >>