للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(أ) عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ، شديد على طبعه الكريم عنتكم ومشقتكم في الدنيا والآخرة إذ هو منكم يتألم لألمكم ويفرح لفرحكم.

(ب) حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ. نعم كان صلّى الله عليه وسلّم حريصا على إيمان الناس جميعا خاصة العرب لأن إيمان العرب مدعاة لإيمان غيرهم إِنْ تَحْرِصْ عَلى هُداهُمْ «١» . فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً «٢» .

(ج) بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ. وكيف لا يكون كذلك وكل تعاليمه ونصائحه تهدى إلى الخير، وترنو إلى الإصلاح والرشاد للأمة الإسلامية في العاجل والآجل، وانظر يا أخى وفقك الله إلى قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ «٣» وإلى قوله هنا: بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ ولذا قال الحسين ابن الفضل: لم يجمع الله- سبحانه- لأحد من الأنبياء اسمين من أسمائه إلا النبي صلّى الله عليه وسلم.

فإن تولوا واعرضوا عنك بعد هذا كله فقل حسبي الله وحده لا إله إلا هو، عليه وحده توكلت، واعتمدت، وفوضت أمرى إليه، وكيف لا يكون ذلك؟ وهو رب العرش العظيم- سبحانه وتعالى-.


(١) سورة النحل آية ٣٧.
(٢) سورة الكهف آية ٦.
(٣) سورة البقرة آية ١٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>