للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً [سورة النساء آية ٨٢] .

ترى أنه وصف القرآن الكريم بصفات:

١- لا يصح أن يفترى هذا القرآن، وينسب إلى الله!! ٢- وهو مصدق لما قبله ومهيمن عليه.

٣- مفصل الكتاب الإلهى والحكم الرباني.

٤- ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين.

٥- هو من عند الله إذ قد تحدى العرب فعجزوا. فهل بعد هذا حجة لمدع أن القرآن ليس من عند الله؟

ثم انتقل القرآن الكريم لبيان عقيدتهم في القرآن، ناعيا عليهم سوء فهمهم بعد ما بين أنه أجل وأعلى من أن يفترى ويختلق.

بل يقولون افتراه محمد من عنده؟!! قل لهم يا محمد: إذا كان الأمر كذلك فأتوا بسورة مثله قوة وإحكاما وبلاغة ودقة، وادعوا من استطعتم دعاءه من دون الله، ليعينكم على عملكم، فإن الخلق مجتمعين عاجزون عن الإتيان بمثله: قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً [الإسراء ٨٨] إن كنتم صادقين في دعواكم فإن لم تفعلوا هذه ولن تفعلوا أبدا فاسمعوا، وارجعوا إلى الحق وآمنوا بالله، ورسوله، وهذا تحد سافر لقوم أولى بلاغة وقوة، قوم أنفقوا النفس والنفيس للقضاء على دعوة الإسلام، وحاربوا النبي بكل الأسلحة ليطفئوا نور الله فلم يفلحوا. ألست معى في أن هذا إعجاز صارخ، وحجة باقية خالدة على أن القرآن من عند الله، وأنهم عجزوا عن الإتيان بمثله مع تحديهم، فكيف يكون من عند محمد؟!! بل كذبوا بالقرآن وأنه من عند الله، ولسوء حظهم كذبوا بالذي لم يحيطوا علما به، فهم لفساد طبعهم ورداءة نفسهم كذبوا به قبل بحثه والنظر فيه والإحاطة بجزئياته، وهذا شأن المعاند المعتدى.

ولما يأتهم تأويله، ونتيجة ما فيه من الوعد والوعيد على تكذيب الرسل، وقد كان هذا متوقعا وآتيا لا شك فيه، وقد كذبوا كما كذب الذين من قبلهم.

فانظر كيف كان عاقبة المكذبين من جميع الأمم، وكيف كان نظام الله معهم وسنته

<<  <  ج: ص:  >  >>