للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال القرطبي: قال ابن عباس: جاء نفر من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه عمن يؤمن به من الرسل- عليهم السلام- فقال: نؤمن بالله وما أنزل إلينا، وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل إلى قوله: ونحن له مسلمون» . فلما ذكر عيسى جحدوا نبوته، وقالوا: والله ما نعلم أهل دين أقل حظا في الدنيا والآخرة منكم، ولا دينا شرا من دينكم. فنزلت هذه الآية وما بعدها.

وتنقمون معناه: تسخطون. وقيل تكرهون. وقيل تنكرون. والمعنى متقارب يقال: نقم من كذا ينقم ونقم والأول أكثر.. وفي التنزيل «وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد» . وانتقم منه أى: عاقبه: والاسم النقمة والجمع نقم «١» والاستفهام، للإنكار والتعجب من حالهم حيث يعيبون على المؤمنين ما هو المدح والثناء والتكريم.

والمعنى: قل يا محمد على سبيل التوبيخ لأهل الكتاب، والتعجيب من أحوالهم قل لهم:

يا أَهْلَ الْكِتابِ. يا من كتابكم عرفكم مواطن الذم هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا أى: ما تعيبون وتنكرون وتكرهون منا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ الذي يجب الإيمان به، والخضوع له، لأنه الخالق لكل شيء، وآمنا بما أنزل إلينا من القرآن الكريم وآمنا بما أنزل من قبل من كتب سماوية كالتوراة والإنجيل والزبور وغير ذلك من الكتب التي أنزلها الله على أنبيائه قبل إنزال القرآن الكريم.


(١) تفسير القرطبي ج ٦ ص ٢٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>