للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولِسَبَإٍ في الأصل اسم لرجل، وهو: سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود، وهو أول ملك من ملوك اليمن..

والمراد به هنا: الحي أو القبيلة المسماة باسمه، فيصرف على الأول ويترك صرفه على الثاني.

وكانوا يسكنون بمأرب باليمن، على مسيرة ثلاثة أيام من صنعاء وكانت أرضهم مخصبة ذات بساتين وأشجار متنوعة، وزاد خيرهم ونعيمهم بعد أن أقاموا سدا، ليأخذوا من مياه الأمطار على قدر حاجتهم، وكان هذا السد يعرف بسد مأرب، ولكنهم لم يشكروا الله- تعالى- على هذه النعم، فسلبها- سبحانه- منهم.

قال ابن كثير: كانت سبأ ملوك اليمن وأهلها، وكانت التبابعة منهم، وبلقيس منهم، وكانوا في نعمة وغبطة، وبعث الله إليهم الرسل تأمرهم أن يأكلوا من رزقه، ويشكروه بتوحيده وعبادته فكانوا كذلك ما شاء الله، ثم أعرضوا عما أمروا به، فعوقبوا بإرسال السيل والتفرق في البلاد.

أخرج الإمام أحمد بسنده عن ابن عباس قال: إن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلّم عن سبأ:

ما هو؟ رجل أم امرأة أم أرض؟ فقال صلّى الله عليه وسلم: بل هو رجل. كان له عشرة أولاد، سكن اليمن منهم ستة، وهم: مذحج، وكنده، والأزد، والأشعريون، وأنمار، وحمير. وسكن الشام منهم أربعة وهم: لخم، وجذام، وعاملة، وغسّان..

وإنما سمى «سبأ» لأنه أول من سبأ في العرب- أى: جمع السبايا-، وكان يقال له الرائش، لأنه أول من غنم في الغزو فأعطى قومه، فسمى الرائش، والعرب تسمى المال- ريشا ورياشا، وذكروا أنه بشر برسول الله صلّى الله عليه وسلم، في زمانه المتقدم» «١» .


(١) تفسير ابن كثير ج ٦ ص ٤٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>