للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ومن سورة الأنفال]

عن عبادة بن الصامت «١» رضي الله عنه: «لما كان يوم بدر اختلفنا في النّفل من محارب ومن حارس لرسول الله، وساءت فيه أخلاقنا، فنزعه الله من أيدينا، وأنزل قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وجعلها إلى الرسول، فقسمه بيننا عن بواء، أي: سواء» .

١ ذاتَ بَيْنِكُمْ: حال بينكم، ومعناه: حقيقة وصلكم «٢» ، أي:

تواصلوا على أمر الإسلام.

٥ كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ: أي: جعل النّفل لك وإن كرهوه ولم يعلموا أنه أصلح لهم كما أخرجك عن وطنك وبعضهم كارهون، / فيكون العامل في [٣٧/ أ] «كاف» كَما معنى الفعل المدلول عليه بقوله: قُلِ الْأَنْفالُ «٣» .


(١) أخرجه باختلاف في لفظه- الإمام أحمد في مسنده: (٥/ ٣٢٣، ٣٢٤) ، والطبري في تفسيره: (١٣/ ٣٦٩- ٣٧١) ، والحاكم في المستدرك: ٢/ ٣٢٦، كتاب التفسير، وقال:
«هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه» ، ووافقه الذهبي.
وأخرجه- أيضا- الواحدي في أسباب النزول: ٢٦٦، والبيهقي في السنن الكبرى:
٦/ ٢٩٢، كتاب قسم الفيء والغنيمة، باب «مصرف الغنيمة في ابتداء الإسلام» .
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٤/ ٥، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وأبي الشيخ، وابن مردويه.
(٢) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج: ٢/ ٤٠٠.
وانظر معاني القرآن للنحاس: ٣/ ١٢٩، وزاد المسير: ٣/ ٣٢٠.
(٣) معاني القرآن للفراء: ١/ ٤٠٣، وقال الزجاج في معاني القرآن: ٢/ ٤٠٠: «فموضع الكاف في كَما نصب، المعني: الأنفال ثابتة لك مثل إخراج ربك إياك من بيتك بالحق» .
واختار الزمخشري أيضا هذا القول في الكشاف: ٢/ ١٤٣، وابن عطية في المحرر-- الوجيز: ٦/ ٢١٩.
وانظر تفسير القرطبي: (٧/ ٣٦٧، ٣٦٨) ، والبحر المحيط: ٤/ ٤٦١، والدر المصون:
٥/ ٥٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>