للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يغطين أطراف البنان من التقى ... ويخرجن جنح الليل متّزرات

ومع الأسف قد عادت جاهلية الآن مثل أو أعظم من تلك في المتهتكات إذ يمشين الآن بالشلحة التي لا تغطي كتفيها وركبتيها وقد تمشي بلا سراويل عارية الصدر والكتفين والأرجل حتى الركبتين أما في محل الرقص واللعب على ما يقولون فيكن مجردات عدا ما يستر السوءتين فقط، وهذا لقبحهما لا لشيء آخر ليجذبن قلوب السفهاء إليهما والمتشبهات بهن اللاتي يزعمن أنهن متحجبات يلبسن السراويل بمقدار الشبر ولباسا يمثل أعضاءهن لا يصل إلى ركبتهن وبعضهن بلا جورب ويصبغن أيديهن وأرجلهن وأوجههن، ومنهن من يغطين وجوههن بشيء رقيق يغطي ما فيهن مما يحببن ستره وكتمه كالكف والنعش ويزيد في حسنهن، فقد نكصنا على أعقابنا، وقد نهانا رسول الله أن نرجع القهقرى. روى البخاري ومسلم عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم أنا فرطكم على الحوض وليرفعن إلي رجال منكم، حتى إذا هويت إليهم لأنالهم اختلجوا دوني، فأقول أي رب أصحابي، فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك. ورويا عن أنس مثله بزيادة فأقول سحقا لمن يعدل بعدي. ورويا عن أبي هريرة مثله بزيادة أنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى. وجاء عنه صلّى الله عليه وسلم إذا تعطرت المرأة فمرت بالقوم ليشموا ريحها فهي زانية. فيا أيها الأولياء اتقوا الله وحافظوا على أعراضكم وامنعوا نساءكم مما نهى الله عنه لئلا تكونوا في عداد من يعرض عنهم حضرة الرسول حين يرد الناس حوضه، كما في الأحاديث الصحيحة. واعلموا أنكم مؤاخذون عند الله لأن سكوتكم عليهن رضى، وقد يعاقب الراضي كالفاعل، راجع الآية ٣٨ من سورة المائدة الآتية، لأن من المنكر عدم النهي عن المنكر. قال تعالى «وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ» فيما يريدانه منكن «إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ» والرجس يشمل أنواع الإثم كلها يا أهل بيت محمد، ويا آل محمد، ويا أمة محمد، ونصب أهل هنا على النداء أحسن وأليق منه على الاختصاص لزيادة الشرف بندائهم من قبل ذي الجلال والإكرام الدال على التعظيم والتبجيل. ثم أكد انمحاق الرجس عنهم ومحوه بالكلية بقوله «وَيُطَهِّرَكُمْ

<<  <  ج: ص:  >  >>