للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولن يتساوى سادة وعبيدهم ... على أن أسماء الجميع موالي

وحيث أن زكريا عليه السلام كان أمينا على إقامة الدين حال وجوده بما أعطاه الله من ملكة قال «مِنْ وَرائِي» أي بعد موتي «وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً» فضلا عن أنها عجوز «فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا» ٥ يلي أمر الناس من بعدي لإقامة دينك ممن يرضون بحكمه لأنه «يَرِثُنِي» النبوة التي شرفتني بها «وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ» النبوة والعلم والحكمة لأنه عليه السلام بن آزر وقيل بن برخيا من أولاد هارون أخي موسى عليهما السلام وهما من سبط يهوذا أولاد يعقوب والنبوة في عقبه لأنه إسرائيل الله صفوته من عباده وزوجته ايساع أخت مريم بنت عمران من ذرية داود عليهم السلام، وبما أن النبوة والملك محصوران في أولاد يعقوب، أراد أن يكون ابنه الذي سيمنّ عليه به ربه وارثا للجهتين النبوة والملك لأن زكريا كان نبيا ورسولا لا ملكا، ومن قال إنه أراد وراثة المال فقد أخطأ وعن الحقيقة مال، لأن الأنبياء لا يورثون، قال عليه الصلاة والسلام نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة. ومن البعد بمكان أن يشفق نبي من أنبياء الله على مال الدنيا، وكذلك القول بأن المراد أن يلي الخلافة بعده أي شخص كان فقد زل لأنه عليه السلام أراد ولدا ذكرا من صلبه، يؤيد هذا قوله تعالى (قالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً) الآية ٣٨ من آل عمران في ج ٣ «وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا» ٦ برا تقيا أرضاه وترضاه ويرضاه خاصة خلقك، وهذا أيضا يؤيد أن المراد بالولي ولدا صلبيا، ومما يؤكد هذا استجابة دعوته ومناداته له على الفور من قبل ربه

[مطلب في الأسماء وما يستحب منها ويجوز ويحرم:]

«يا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيى» وهو أسم خصصناه به «لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ» في الدهور الماضية «سَمِيًّا» ٧ قط تشريفا له وفيه إعلام بأن الغريب جدير بالأثرة وكان ذلك لأنه لم يكن له مثل في أنه يعص الله قط ولم يهمّ بمعصية قط، وانه ولد بين شخصين هرمين، وأنه كان حصور لا يأتي النساء مع القدرة، لأن الأنبياء كاملين لا يعتريهم خلل، ولم يشرب الخمر

<<  <  ج: ص:  >  >>