للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[السورة التي يذكر فيها الأعراف]

[[سورة الأعراف (٧) : آية ١]]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

المص (١)

قوله عزَّ وجلَّ: المص [١] يعني أنا الله أقضي بين الخلق بالحق «١» ، ومن هذه الحروف اسم الله تعالى وهو الصمد «٢» .

[[سورة الأعراف (٧) : آية ١٦]]

قالَ فَبِما أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (١٦)

قوله تعالى: لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ [١٦] أي شرائع الإسلام بعد أن بينها الله تعالى لهم بقوله: أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ [السجدة: ٢٦] أي: أو لم نبين لهم طريق الخير وهو الأمر وطريق الشر وهو النهي، فمالوا إلى حظ نفوسهم كما قالُوا طائِرُكُمْ مَعَكُمْ [يس: ١٩] .

[[سورة الأعراف (٧) : آية ٢٠]]

فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطانُ لِيُبْدِيَ لَهُما ما وُورِيَ عَنْهُما مِنْ سَوْآتِهِما وَقالَ مَا نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ (٢٠)

قوله: فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطانُ [٢٠] قال: الوسوسة ذكر الطبع، ثم النفس، ثم الهم والتدبير، ووسواس العدو على ثلاث مقامات: فالأول يدعوه ويوسوس له، والثاني يأمن إذا علم أنه يقبل، والثالث ليس له إلاَّ الانتظار والطمع، وهو للصديقين.

[[سورة الأعراف (٧) : آية ٢٩]]

قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (٢٩)

قوله تعالى: وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ [٢٩] فقال: اطلبوا من السر بالنية الإخلاص فإن الرياء لا يعرفه إلاَّ المخلصون، واطلبوا من العلانية الفعل بالاقتداء، فإن من لم يكن اقتداؤه في جميع أموره بالنبي صلّى الله عليه وسلّم فهو ضال، وغير هذين مغاليط.

[[سورة الأعراف (٧) : آية ٣١]]

يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (٣١)

قوله تعالى: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ [٣١] قال «٣» :

الأكل على خمسة: الضرورة والقوام والقوت والمعلوم والفقد، والسادس لا خير فيه وهو التخليط، فإن الله تعالى خلق الدنيا فجعل العلم والحكمة في الجوع، وجعل الجهل والمعصية في الشبع، فإذا جعتم فاطلبوا الشبع ممن ابتلاكم بالجوع، وإذا شبعتم فاطلبوا الجوع ممن ابتلاكم بالشبع، وإلا تماديتم وطغيتم، ثم قرأ: إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى (٦) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى [العلق: ٦- ٧] وقال: إن الجوع سر من أسرار الله تعالى في الأرض لا يودعه عند من يذيعه.


(١) في البرهان ١/ ١٧٤ والإتقان ١/ ٢٤ أن ابن عباس فسر هذه الحروف بأنها: (أنا الله أفصل) .
(٢) في الإتقان ١/ ٢٥ أن ابن عباس قال: (المص: الألف من الله، والميم من الرحمن، والصاد من الصمد) .
(٣) الحلية ١٠/ ٢٠٣.

<<  <   >  >>