للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سورة الحجر (١٥) : الآيات ٩٠ الى ٩٣]

كَما أَنْزَلْنا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ (٩٠) الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ (٩١) فَوَ رَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (٩٢) عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ (٩٣)

(١) كما أنزلنا: قيل إن نظمها مرتبط بجملة وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي بحيث يكون تقدير الكلام «كما آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم وأنزلنا على المقتسمين» وقيل إن نظمها مرتبط بجملة إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ بحيث يكون تقدير الكلام «إني نذير لكم بعذاب الله كما أنزل عذابه على من تحالف وتقاسم ضد أنبيائه من قبلكم» .

(٢) المقتسمين: تعددت الأقوال في تأويلها فقيل إنها تعني اليهود والنصارى الذين اقتسموا كتب الله حيث اختص كل منهم بشيء منها. وقيل إنها تعني نفرا من زعماء مكة اقتسموا أبواب مكة ومداخلها ليلاقوا الوافدين عليها ويحذروهم من النبي صلى الله عليه وسلم. وفيها إنها تعني الذين تقاسموا بالأيمان من المشركين والكتابيين على مخالفة النبي صلى الله عليه وسلم. وقيل إنها تعني الذين تقاسموا بالأيمان على مخالفة الأنبياء من قبله فأنزل الله عذابه عليهم وأهلكهم. وقيل إنها تعني رهط صالح الذين تقاسموا على اغتياله فأهلكهم الله كما ورد في سورة النمل «١» .

(٣) عضين: جمع عضة. قيل إنها بمعنى أجزاء متفرقة حيث يكون المقتسمون جعلوا القرآن أجزاء صدقوا بعضها وكذبوا بعضها، أو نعتوا بعضها بنعت وبعضها بنعت آخر وهناك حديث رواه البخاري عن ابن عباس أنه قال: «هم أهل الكتاب جزّؤوه أجزاء فآمنوا ببعضه وكفروا ببعضه» . وقيل إنها بمعنى السحر:

أي أن المقتسمين قالوا إن القرآن سحر «٢» .

مهما بدا على الآيات من إشكال نظمي تحير فيه المفسرون وتعددت أقوالهم في صدد المقصود من المقتسمين وارتباط جملة كَما أَنْزَلْنا على ما شرحناه في


(١) انظر تفسير الطبري وابن كثير والبغوي والطبرسي والخازن والزمخشري.
(٢) المصدر نفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>