للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التطويل ولأنها لا تخرج في مداها عن هذه الأحاديث بقطع النظر عن صور جديدة ومتنوعة «١» أشياء عجيبة مذهلة كما قلنا. مثل شق بطن النبي صلّى الله عليه وسلّم من النحر إلى مراق البطن وإخراج قلبه وغسله وحشوه بالإيمان والحكمة ودابة البراق البيضاء التي تضع يدها في منتهى نظرها. وجمع الله الأنبياء في المسجد الأقصى وصلاة النبي بهم إماما. ومثل العروج إلى السماوات واحدة بعد أخرى واستفتاح جبريل أبوابها وفتحها له وسؤال الملائكة جبريل عن من معه وتساؤلهم حينما أخبرهم أنه محمد تساؤل المفاجأ وهل بعث؟ ولقاء النبي في بعضها لبعض الأنبياء وحديثه معهم. ومثل رؤية النبي صلّى الله عليه وسلّم الجنة والنار وما فيهما من أسباب النعيم والعذاب.

وسماعه صوتيهما وهما يذكران ما فيهما من ذلك والله يعدهما بملئهما من أهلهما.

ومثل طريقة فرض الصلوات الخمسين والمراجعة المتكررة بين النبي وربه صعودا وهبوطا في صدد تخفيفها بتوصية من موسى ومثل وصف سدرة المنتهى الهائلة بورقها التي كل ورقة تعطي الأمة ... ومثل ما رأى في طريقه في طريق الإسراء ثم في طريق المعراج من مختلف المشاهد لمختلف الفئات من البشر كانوا يعذبون بأنواع من العذاب وكان يفسر جبريل له هذه المشاهد حيث كان منهم من يأكل لحوم الناس ومن يلمز ويهمز ومن يأكل مال اليتيم ومن لا يؤدي الزكاة. ومن يأكل الربا، ومن يزني، ومن يخطب في الفتن، ومثل رؤيته جماعة من الحور العين بسبب دعوة منه وما كن عليه من جمال وما كان عليهن من حلى. ومثل رؤيته جميع أرواح ذرية آدم السعداء عن يمينه في السماء الأولى وجميع ذريته التعساء عن شماله وضحكه حينما يلتفت إلى الأولين وبكائه حينما يلتفت إلى الآخرين ومثل عرض أرواح الناس على آدم أبيهم فيأمر بالمؤمنين إلى عليين وبالكفار إلى سجين.

ورؤيته أمته شطرين شطرا عليهم ثياب بيض كأنها القراطيس وشطرا عليهم ثياب رمد. وصلاته في البيت المعمور بالأولين وحجب الآخرين عنه والأعداد والأشكال الهائلة للملائكة الذين رآهم عند سدرة المنتهى أو في البيت المعمور.

ومثل رؤيته نهر الكوثر وعليه قباب اللؤلؤ والياقوت والزبرجد وأواني الذهب وماءه


(١) انظر مطلع تفسير سورة الإسراء في تفسير ابن كثير.

<<  <  ج: ص:  >  >>