للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من مواقف فرعون وثمود وجموعهم المجندة وتمردهم ونكال الله فيهم، وإنذارا للكافرين المكذبين بنقمة الله المحيط بهم.

وقد انتهت السورة بالتنويه بالقرآن بسبيل توكيد صلة الله به وتوكيد ما احتواه من نذر ووعيد للطغاة المتمردين. فهو كتاب الله المجيد الذي لا يمكن أن يطرأ عليه تبديل وتغيير لأن الله حافظ له في لوحه.

تعليق على جملة فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ

إن أصل معنى اللوح الشيء الممهد المنبسط الذي يكتب أو ينقش عليه.

ولقد أورد المفسرون في سياق الجملة المذكورة أقوالا وروايات عديدة «١» . منها ما أوردوه في سياق تفسير سورة البروج ومنها ما أوردوه في سياق تفسير جملة «أم الكتاب» في سورة الرعد التي فسروها بمعنى «اللوح المحفوظ» . ومنها ما أورده في سياق تفسير مطلع سورة القلم حيث رووا أن «ن» تعني اللوح النوراني الذي أمر الله القلم أن يكتب عليه المقادير. وقد أوردنا ذلك في سياق تفسير هذه السورة فنكتفي بالإشارة إليه.

ولقد روى الطبري في سياق تفسير سورة البروج عن أنس أنه القرآن المجيد المحفوظ في جبهة إسرافيل. وقال البغوي هو أم الكتاب ومنه تنسخ الكتب ومحفوظ من الشياطين ومن الزيادة والنقصان. وروي عن ابن عباس أنه من درة بيضاء طوله ما بين السماء والأرض وعرضه ما بين المشرق إلى المغرب وحافتاه الدر والياقوت ودفتاه ياقوتة حمراء وقلمه نور وكلامه قديم وكل شيء فيه مستور.

وأعلاه معقود بالعرش وأصله في حجر ملك وعن يمين العرش. وأنه مكتوب في صدره «لا إله إلا الله وحده دينه الإسلام ومحمد عبده ورسوله فمن آمن بالله عز وجل وصدق بوعده واتبع رسله أدخله الجنة» . وروى ابن كثير عن عبد الرحمن بن


(١) انظر كتب تفسير الطبري والبغوي وابن كثير والخازن والطبرسي والزمخشري. [.....]

<<  <  ج: ص:  >  >>