للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن جرير «١» : حدثنا ابن هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ حَدَّثَنَا الْمِنْهَالُ بْنُ خَلِيفَةَ عَنِ الْحَجَّاجِ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مِينَاءَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «الطُّوفَانُ الْمَوْتُ» وَكَذَا رَوَاهُ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ يَمَانٍ بِهِ، وَهُوَ حَدِيثٌ غَرِيبٌ، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى: هُوَ أَمْرٌ مِنَ اللَّهِ طَافَ بِهِمْ ثُمَّ قَرَأَ فَطافَ عَلَيْها طائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نائِمُونَ وَأَمَّا الْجَرَادُ فَمَعْرُوفٌ مَشْهُورٌ وَهُوَ مَأْكُولٌ لِمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَبِي يَعْفُورٍ قَالَ سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى عَنِ الْجَرَادِ فَقَالَ غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعَ غَزَوَاتٍ نَأْكُلُ الْجَرَادَ «٢» .

وَرَوَى الشَّافِعِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَابْنُ مَاجَهْ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ «أُحِلَّتْ لَنَا مَيْتَتَانِ وَدَمَانِ: الْحُوتُ وَالْجَرَادُ وَالْكَبِدُ وَالطِّحَالُ» «٣» وَرَوَاهُ أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ عَنْ دَاوُدَ بْنِ رُشَيْدٍ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ أَبِي تَمَّامٍ الْأَيْلِيِّ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا مِثْلَهُ.

وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ «٤» عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرَجِ عَنْ مُحَمَّدِ بن زبرقان الْأَهْوَازِيِّ عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْجَرَادِ فَقَالَ «أَكْثَرُ جُنُودِ اللَّهِ لَا آكُلُهُ وَلَا أُحَرِّمُهُ» وَإِنَّمَا تَرَكَهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِأَنَّهُ كَانَ يَعَافُهُ كَمَا عَافَتْ نَفْسُهُ الشَّرِيفَةُ أَكَلَ الضَّبِّ وَأَذِنَ فِيهِ.

وَقَدْ رَوَى الْحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي جُزْءٍ جَمَعَهُ فِي الْجَرَادِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَدَوِيِّ حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَأْكُلُ الْجَرَادَ وَلَا الْكُلْوَتَيْنِ وَلَا الضَّبَّ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُحَرِّمَهَا أَمَّا الْجَرَادُ فَرِجْزٌ وَعَذَابٌ، وَأَمَّا الْكُلْوَتَانِ فَلِقُرْبِهِمَا مِنَ الْبَوْلِ، وَأَمَّا الضَّبُّ فَقَالَ «أَتَخَوَّفُ أَنْ يَكُونَ مَسْخًا» ثُمَّ قَالَ غَرِيبٌ لَمْ أَكْتُبْهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وَقَدْ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَشْتَهِيهِ وَيُحِبُّهُ، فَرَوَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ عُمَرَ سُئِلَ عَنِ الْجَرَادِ فَقَالَ: لَيْتَ أَنَّ عِنْدَنَا مِنْهُ قَفْعَةً أَوْ قَفْعَتَيْنِ نَأْكُلُهُ «٥» .

وَرَوَى ابْنُ مَاجَهْ «٦» : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ أَبِي سَعْدٍ سَعِيدِ بْنِ الْمَرْزُبَانِ الْبَقَّالِ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ كَانَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَهَادَيْنَ الْجَرَادَ عَلَى الأطباق،


(١) تفسير الطبري ٦/ ٣٢.
(٢) أخرجه البخاري في الذبائح باب ١٣، ومسلم في الصيد حديث ٥٢.
(٣) أخرجه ابن ماجة في الأطعمة باب ٣١، وأحمد في المسند ٢/ ٩٧. [.....]
(٤) كتاب الأطعمة باب ٣٤.
(٥) أخرجه مالك في صفة النبي حديث ٣٠.
(٦) كتاب الصيد باب ٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>