للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصَّحِيحِ وَغَيْرُهُمَا مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ عَنِ الْأَعْمَشِ بِهِ وَفِي لَفْظِ الْبُخَارِيِّ: كُنْتُ قَيْنًا بِمَكَّةَ فَعَمِلْتُ لِلْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ سَيْفًا، فَجِئْتُ أَتَقَاضَاهُ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَقَالَ: أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً قَالَ: مَوْثِقًا.

وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ عَنِ الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: قَالَ خَبَّابُ بْنُ الْأَرَتِّ: كُنْتُ قَيْنًا بِمَكَّةَ فَكُنْتُ أَعْمَلُ لِلْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ، فَاجْتَمَعَتْ لِي عَلَيْهِ دَرَاهِمُ فَجِئْتُ لِأَتَقَاضَاهُ، فَقَالَ لِي: لَا أَقْضِيكَ حَتَّى تَكْفُرَ بِمُحَمَّدٍ، فَقُلْتُ: لَا أَكْفُرُ بِمُحَمَّدٍ حَتَّى تَمُوتَ ثُمَّ تُبْعَثَ، قَالَ: فَإِذَا بُعِثْتُ كَانَ لِي مَالٌ وَوَلَدٌ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا «١» الآيات.

وَقَالَ العَوْفِيُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّ رِجَالًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم كانوا يطالبون الْعَاصَ بْنَ وَائِلٍ السَّهْمِيَّ بِدَيْنٍ، فَأَتَوْهُ يَتَقَاضُونَهُ، فَقَالَ: أَلَسْتُمْ تَزْعُمُونَ أَنَّ فِي الْجَنَّةِ ذَهَبًا وَفِضَّةً وَحَرِيرًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ؟ قَالُوا: بَلَى. قال: فإن موعدكم الآخرة، فو الله لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا، وَلَأُوتَيَنَّ مِثْلَ كِتَابِكُمُ الَّذِي جِئْتُمْ بِهِ، فَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلَهُ فِي الْقُرْآنِ، فَقَالَ أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا- إِلَى قَوْلِهِ- وَيَأْتِينا فَرْداً «٢» وَهَكَذَا قَالَ مُجَاهِدٌ وَقَتَادَةُ وَغَيْرُهُمْ: إِنَّهَا نَزَلَتْ فِي الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ.

وَقَوْلُهُ: لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَداً قَرَأَ بَعْضُهُمْ بِفَتْحِ الْوَاوِ مِنْ وَلَدًا، وَقَرَأَ آخَرُونَ بِضَمِّهَا، وَهُوَ بِمَعْنَاهُ، قال رؤبة: [رجز]

الْحَمْدُ للَّهِ الْعَزِيزِ فَرْدًا ... لَمْ يَتَّخِذْ مِنْ وُلْدِ شَيْءٍ وُلْدًا «٣»

وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ حِلِّزَةَ: [مجزوء الكامل]

ولقد رأيت معاشرا ... قد ثمّروا مالا وولدا «٤»

وقال الشاعر: [الطويل]

فَلَيْتَ فُلَانًا كانَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ ... وَلَيْتَ فُلَانًا كَانَ وُلْدَ حِمَارٍ «٥»

وَقِيلَ: إِنَّ الْوُلْدَ بِالضَّمِّ جَمْعٌ، وَالْوَلَدَ بِالْفَتْحِ مُفْرَدٌ، وَهِيَ لُغَةُ قيس، والله أعلم.


(١) انظر تفسير الطبري ٨/ ٣٧٥.
(٢) تفسير الطبري ٨/ ٣٧٥.
(٣) الرجز في تفسير الطبري ٨/ ٣٧٦.
(٤) البيت للحارث بن حلزة في ديوانه ص ٤٦، وجمهرة اللغة ص ١٠٠٠، ١١٢٠، والأغاني ١١/ ٤٤، وشعراء النصرانية ص ٤١٧، وتفسير الطبري ٨/ ٣٧٦، وبلا نسبة في لسان العرب (ولد) ، وتهذيب اللغة ١٤/ ١٧٧، وتاج العروس (ولد) .
(٥) البيت بلا نسبة في لسان العرب (ولد) ، وتهذيب اللغة ١٤/ ١٧٨، والمخصص ١٣/ ٢١٧، وتاج العروس (ولد) ، وتفسير الطبري ٨/ ٣٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>