للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والعباس رضي الله عنهم وَمِنَ التَّابِعَيْنِ عَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ وَسَعِيدِ بْنِ جبير وقتادة ومسروق وعكرمة وعطاء ومقاتل وَالزُّهْرِيِّ وَالسُّدِّيُّ قَالَ وَهُوَ إِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ عَنِ ابن عباس رضي الله عنهما وَقَدْ وَرَدَ فِي ذَلِكَ حَدِيثٌ لَوْ ثَبَتَ لَقُلْنَا بِهِ عَلَى الرَّأْسِ وَالْعَيْنِ وَلَكِنْ لَمْ يَصِحَّ سَنَدُهُ. قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ عَنْ الْحَسَنِ عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عبد المطلب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَدِيثٍ ذَكَرَهُ قَالَ هُوَ إِسْحَاقُ فَفِي إِسْنَادِهِ ضَعِيفَانِ وَهَمَا الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ الْبَصَرِيُّ مَتْرُوكٌ وَعَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَدْ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ بِهِ مَرْفُوعًا، ثُمَّ قَالَ قَدْ رَوَاهُ مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ عَنِ الْحَسَنِ عن الأحنف عن العباس رضي الله عنه قَوْلُهُ وَهَذَا أَشْبَهُ وَأَصَحُّ.

[ذِكْرُ الْآثَارِ الْوَارِدَةِ بأنه إسماعيل عليه الصلاة والسلام وَهُوَ الصَّحِيحُ الْمَقْطُوعُ بِهِ] قَدْ تَقَدَّمَتِ الرِّوَايَةُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ إسحاق عليه الصلاة والسلام والله تعالى أعلم وقال سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَعَامِرٌ الشَّعْبِيُّ وَيُوسُفُ بْنُ مِهْرَانَ وَمُجَاهِدٌ وَعَطَاءٌ وَغَيْرُ وَاحِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا هُوَ إسماعيل عليه الصلاة والسلام وَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ «١» حَدَّثَنِي يُونُسُ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ الْمُفْدَى إِسْمَاعِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَزَعَمَتِ الْيَهُودُ أَنَّهُ إِسْحَاقُ وَكَذَبَتِ الْيَهُودُ، وَقَالَ إِسْرَائِيلُ عَنْ ثور عن مجاهد عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ الذَّبِيحُ إِسْمَاعِيلُ وَقَالَ ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ هُوَ إسماعيل عليه السلام وَكَذَا قَالَ يُوسُفُ بْنُ مِهْرَانَ وَقَالَ الشَّعْبِيُّ هو إسماعيل عليه الصلاة والسلام وَقَدْ رَأَيْتُ قَرْنَيِ الْكَبْشِ فِي الْكَعْبَةِ.

وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ دِينَارٍ وَعَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ أَنَّهُ كَانَ لَا يَشُكُّ فِي ذَلِكَ أَنَّ الَّذِي أمر بذبحه من ابني إبراهيم إسماعيل عليه السلام قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ وَهُوَ يَقُولُ إِنَّ الَّذِي أَمَرَ اللَّهُ تعالى إِبْرَاهِيمَ بِذَبْحِهِ مِنِ ابْنَيْهِ إِسْمَاعِيلُ وَإِنَّا لَنَجِدُ ذلك في كتاب الله تعالى وذلك أن الله تعالى حِينَ فَرَغَ مِنْ قِصَّةِ الْمَذْبُوحِ مِنِ ابْنَيْ إبراهيم قال الله تعالى: وَبَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ ويقول اللَّهُ تَعَالَى:

فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ يَقُولُ بِابْنٍ وَابْنِ ابْنٍ فَلَمْ يَكُنْ ليأمره بذبح إسحاق وله فيه الْمَوْعِدُ بِمَا وَعَدَهُ وَمَا الَّذِي أَمَرَ بِذَبْحِهِ إلا إسماعيل قال ابن إسحاق سمعته يقول ذلك كثيرا، وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ عَنْ بِرَيْدَةَ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ فَرْوَةَ الْأَسْلَمِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ أَنَّهُ ذَكَرَ ذَلِكَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ خَلِيفَةٌ إِذْ كَانَ مَعَهُ بِالشَّامِ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ مَا كُنْتُ أَنْظُرُ فِيهِ، وَإِنِّي لَأَرَاهُ كَمَا قُلْتَ ثُمَّ أرسل إلى رجل كان عنده بالشام


(١) تفسير الطبري ١٠/ ٥١١، ٥١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>