للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن قول الله تبارك وتعالى: فَنادَوْا وَلاتَ حِينَ مَناصٍ قَالَ لَيْسَ بِحِينِ نِدَاءٍ وَلَا نَزْوٍ وَلَا فِرَارٍ.

وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عنهما لَيْسَ بِحِينِ مِغَاثٍ وَقَالَ شَبِيبُ بْنُ بِشْرٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ نَادَوُا النِّدَاءَ حِينَ لَا يَنْفَعُهُمْ وَأَنْشَدَ:

تَذَكَّرَ لَيْلَى لَاتَ حِينَ تَذَكُّرٍ وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ فِي قوله تعالى: فَنادَوْا وَلاتَ حِينَ مَناصٍ يَقُولُ نَادَوْا بِالتَّوْحِيدِ حِينَ تَوَلَّتِ الدُّنْيَا عَنْهُمْ، وَاسْتَنَاصُوا لِلتَّوْبَةِ حِينَ تَوَلَّتِ الدُّنْيَا عَنْهُمْ «١» ، وَقَالَ قَتَادَةُ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ أَرَادُوا التَّوْبَةَ فِي غَيْرِ حِينِ النِّدَاءِ.

وَقَالَ مُجَاهِدٌ فَنادَوْا وَلاتَ حِينَ مَناصٍ لَيْسَ بِحِينِ فِرَارٍ وَلَا إِجَابَةٍ وَقَدْ رُوِيَ نَحْوُ هَذَا عَنْ عِكْرِمَةَ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَأَبِي مَالِكٍ وَالضَّحَّاكِ وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ وَالْحَسَنِ وَقَتَادَةَ، وَعَنْ مَالِكٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ وَلاتَ حِينَ مَناصٍ وَلَا نِدَاءَ فِي غَيْرِ حِينِ النِّدَاءِ، وَهَذِهِ الْكَلِمَةُ وَهِيَ لَاتَ هِيَ لَا الَّتِي لِلنَّفْيِ زِيدَتْ مَعَهَا التَّاءُ كَمَا تُزَادُ في ثم فيقولون ثمت ورب فَيَقُولُونَ رُبَّتْ وَهِيَ مَفْصُولَةٌ وَالْوَقْفُ عَلَيْهَا، وَمِنْهُمْ مَنْ حَكَى عَنِ الْمُصْحَفِ الْإِمَامِ فِيمَا ذَكَرَهُ ابْنُ جَرِيرٍ أَنَّهَا مُتَّصِلَةٌ بِحِينَ وَلَا تَحِينَ مَنَاصٍ وَالْمَشْهُورُ الْأَوَّلُ ثُمَّ قَرَأَ الْجُمْهُورُ بِنَصْبِ حِينَ تَقْدِيرُهُ وَلَيْسَ الْحِينُ حِينَ مَنَاصٍ وَمِنْهُمْ من جوز النصب بها، وأنشد: [الوافر]

تَذَكَّرَ حُبَّ لَيْلَى لَاتَ حِينَا ... وَأَضْحَى الشَّيْبُ قَدْ قَطَعَ الْقَرِينَا «٢»

وَمِنْهُمْ مَنْ جَوَّزَ الْجَرَّ بها وأنشد: [الخفيف]

طَلَبُوا صُلْحَنَا وَلَاتَ أَوَانٍ ... فَأَجَبْنَا أَنْ لَيْسَ حين بقاء «٣»

وأنشد بعضهم أيضا: [الطويل] ولات ساعة مندم «٤»


(١) الدر المنثور ٥/ ٥٥٧، بلفظ: نادوا بالتوحيد والعقاب حين مضت الدنيا عنهم، فاستناصوا التوبة حين زالت الدنيا عنهم.
(٢) البيت لعمرو بن شأس في ديوانه ص ٧٣، وتذكرة النحاة ص ٧٣٤، وبلا نسبة في خزانة الأدب ٤/ ١٦٩، ١٧٨، والدرر ٢/ ١٢١، وهمع الهوامع ١/ ١٢٦، وتفسير الطبري ١٠/ ٥٤٩.
(٣) البيت لأبي زبيد الطائي في ديوانه ص ٣٠، والإنصاف ص ١٠٩، وتخليص الشواهد ص ٢٩٥، وتذكرة النحاة ص ٧٣٤، وخزانة الأدب ٤/ ١٨٣، ١٨٥، ١٩٠، والدرر ٢/ ١١٩، وشرح شواهد المغني ص ٦٤٠، ٩٦٠، والمقاصد النحوية ٢/ ١٥٦، وبلا نسبة في جواهر الأدب ص ٢٤٩، وخزانة الأدب ٤/ ١٦٩، ٦/ ٥٣٩، ٥٤٥، والخصائص ٢/ ٣٧٠، ورصف المباني ص ١٦٩، ٢٦٢، وسر صناعة الإعراب ص ٥٠٩، وشرح الأشموني ١/ ١٢٦، وشرح المفصل ٩/ ٣٢، ولسان العرب (أون) ، (لا) (لات) ، ومغني اللبيب ص ٢٥٥، وهمع الهوامع ١/ ١٢٦، وتفسير الطبري ١٠/ ٥٤٩.
(٤) تمامه:
فلمّا علمت أنّني قد قتلته ... ندمت عليه لات ساعة مندم
والبيت بلا نسبة في تذكرة النحاة ص ٧٣٤، ورصف المباني ص ٢٦٣، وخزانة الأدب ٤/ ١٦٨، ١٦٩، ١٧٤، ١٨٧، وتفسير الطبري ١٠/ ٥٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>