الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ قيل: معناه يحافظون على أوقاتها وواجباتها، قَالَهُ ابْنُ مَسْعُودٍ وَمَسْرُوقٌ وَإِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ، وَقِيلَ: المراد بالدوام هاهنا السكون والخشوع كقوله تعالى: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ [المؤمنون: ١- ٢] قاله عقبة بن عامر: ومنه الماء الدائم وهو الساكن الراكد، وهذا يدل على وجوب الطمأنينة في الصلاة فإن الذي لا يطمئن في ركوعه وسجوده ليس بدائم على صلاته، لأنه لم يسكن فيها ولم يدم بل ينقرها نقر الغراب فلا يفلح في صلاته.
وقوله تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ أَيْ يَكُفُّونَهَا عَنِ الْحَرَامِ وَيَمْنَعُونَهَا أَنْ تُوضَعَ فِي غَيْرِ مَا أذن الله فيه ولهذا قال تعالى: إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ أَيْ مِنَ الْإِمَاءِ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ وَقَدْ تقدم تفسير هذا في أول سورة قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ [المؤمنون: ١] بما أغنى عن إعادته هاهنا.
وقوله تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ أَيْ إِذَا اؤْتُمِنُوا لَمْ يَخُونُوا، وَإِذَا عَاهَدُوا لَمْ يَغْدِرُوا، وَهَذِهِ صِفَاتُ الْمُؤْمِنِينَ وَضِدُّهَا صِفَاتُ الْمُنَافِقِينَ كَمَا ورد في الحديث
(١) أخرجه البخاري في الإيمان باب ٣٢، والرقاق باب ١٨، ومسلم في المسافرين حديث ٢١٦، ٢١٨، وأبو داود في التطوع باب ٢٧.