للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على ملك دارا وتزوج ابنته، ثم سافر إلى الهند وحارب هناك، ثم حكم مصر وبنى الاسكندرية والدليل على ذلك: أنه لم يعرف التاريخ أن أحدا من الملوك دوّخ العالم وسار شرقا وغربا وغلب أكثر المعمور غيره.

ويرى أبو الرّيحان البيروني المنجّم فى كتابه (الآثار الباقية عن القرون الخالية) أنه من حمير واسمه أبو بكر بن إفريقش، وقد رحل بجيوشه إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط، فمر بتونس ومرّاكش وغيرهما، وبنى مدينة إفريقيّة فسميت القارة كلها باسمه، وهو الذي افتخر به أحد شعراء حمير حيث يقول:

قد كان ذو القرنين جدّى مسلما ... ملكا تدين له الملوك وتسجد

بلغ المشارق والمغارب يبتغى ... أسباب ملك من كريم مرشد

فرأى مآب الشمس عند غروبها ... فى عين ذى خلب وثأط حرمد «١»

وسمى ذا القرنين لأنه بلغ قرنى الشمس.

والدليل على أنه حميرىّ أن الأذواء إنما يعرفون فى بلاد حمير دون بلاد اليونان، وهو من الدولة الحميرية التي حكمت من سنة ١١٥ ق م إلى ٥٥٢ ب م من الطبقة الثانية منها، وملوكها يسمون التبابعة واحدهم تبّع (بضم التاء وتشديد الباء) .

[يأجوج ومأجوج]

يأجوج: هم التتر، ومأجوج: هم المغول، وأصلهما من أب واحد يسمى (ترك) وكانوا يسكنون الجزء الشمالي من آسيا، وتمتد بلادهم من التبت والصين إلى المحيط المتجمد الشمالي، وتنتهى غربا بما يلى بلاد التركستان وقد ذكر مؤرخو العرب والإفرنج أن هذه الأمم كانت تغير فى أزمنة مختلفة على الأمم المجاورة لها، فكثيرا ما أفسدوا فى الأرض، ودمّروا كثيرا من الأمم، فمنهم الأمم المتوحشة التي انحدرت من الهضبات المرتفعة من آسيا الوسطى وذهبت إلى أوربا فى العهد القديم


(١) الخلب: الطين: والثأط: الحمأة. والحرمد: الأسود.

<<  <  ج: ص:  >  >>