للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ. كَغَلْيِ الْحَمِيمِ) أي وهذا الطعام الذي يشبه دردىء الزيت الأسود- يغلى فى بطون الكفار ويكون كالماء الحار إذا اشتد غليانه.

(خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلى سَواءِ الْجَحِيمِ) أي ويقال للزبانية «خدم جهنم» خذوا هذا المجرم فادفعوه دفعا إلى وسط جهنم، لينال قسطه من عذابها.

(ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذابِ الْحَمِيمِ) أي وبعد أن تدخلوه فيها صبّوا فوق رأسه من الماء الساخن الذي ذكرنا صفته.

ونحو الآية قوله تعالى: «يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُسِهِمُ الْحَمِيمُ. يُصْهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ» .

ثم ذكر ما يقال له آنئذ تقريعا وتهكما.

(ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ) أي ذق هذا الذل والهوان اليوم، فإنك كنت تزعم أنك أنت العزيز الكريم، وها هو ذا قد تبين لك أنك أنت الذليل المهين، فأين ما كنت تقول وتدعى من العز والكرامة؟ فهلا تمتنع من العذاب بعزتك.

أخرج الأموى فى مغازيه عن عكرمة قال: لفى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أبا جهل فقال له: إن الله أمرنى أن أقول لك: أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى، فنزع يده من يده وقال بأى شىء تهددنى، ما تستطيع أنت ولا صاحبك أن تفعلا بي شيئا، إنى لمن أعز هذا الوادي وأكرمه، لقد علمت أنى أمنع أهل بطحاء على قومه، فقتله الله يوم بدر وأذله، وعيّره بكلمته، فأنزل «ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ» .

(إِنَّ هذا ما كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ) أي إن هذا العذاب. الذي تعذبون به هو العذاب الذي كنتم تشكّون فيه فى الدنيا، فتختصمون فيه، ولا توقنون به، فقد لقيتموه فذوقوه.

ونحو الآية قوله تعالى «يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا. هذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ» .

<<  <  ج: ص:  >  >>