للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أهل الحديبية أن يعوّضهم من مغانم مكة مغانم خيبر إذا قفلوا موادعين لا يصيبون شيئا.

ثم أمر رسوله أن يقول لهم إقناطا وتيئيسا من الذهاب معه إلى خيبر.

(قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونا) أي لا تأذن لهم فى الخروج معك معاقبة لهم من جنس ذنبهم فإن امتناعهم عن الخروج إلى الحديبية ما حصل إلا لأنهم كانوا يتوقعون المغرم وهو جلاد العدو ومصاولته، ولا يتوقعون المغنم، فلما انعكست الآية فى خيبر طلبوا ذلك فعاقبهم الله بطردهم من المغانم.

ثم أكد هذا المنع بقوله:

(كَذلِكُمْ قالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ) أي هكذا قال الله لنا من قبل مرجعنا من الحديبية إليكم: إن غنيمة خيبر لمن شهد الحديبية معنا، ولستم ممن شهدها، فليس لكم أن تتبعونا لأن غنيمتها لغيركم.

ثم أخبر بأنهم سيردون عليك مقالك السابق «كَذلِكُمْ قالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ» فقال:

(فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنا) أي إن الله ما قال ذلك من قبل، بل أنتم تحسدوننا أن نصيب معكم مغنما، ومن ثم منعتمونا.

فردّ عليهم اتهام رسوله وصحبه بالحسد فقال:

(بَلْ كانُوا لا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا) أي ما الأمر كما يقول هؤلاء المنافقون من الأعراب من أنكم تمنعونهم عن اتباعكم حسدا منكم لهم على أن يصيبوا معكم من العدو مغنما، بل إنما كان لأنهم لا يفقهون من أمر الدين إلا قليلا، ولو فقهوا ما قالوا ذلك لرسوله وللمؤمنين، بعد أن أخبرهم بأن الله منعهم غنائم خيبر.

وفى هذا إشارة إلى أن ردّهم حكم الله، وإثبات الحسد لرسوله والمؤمنين- ناشىء من الجهل وقلة التدبر.

<<  <  ج: ص:  >  >>