للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمنعة. قال: خلوا سبيلها فإنها مأمورة، فخلوا سبيلها، فانطلقت، حتى إذا مرت بدار بنى عدى بن النجار- وهم أخواله دنيا- اعترضه رجال من بنى عدى بن النجار، فقالوا: يا رسول الله، هلم إلى أخوالك، إلى العدد والعدة والمنعة. قال: خلوا سبيلها، فإنها مأمورة، فخلوا سبيلها، فانطلقت، حتى إذا أنت دار بنى مالك بن النجار، بركت على باب مسجده صلى الله عليه وسلم، وهو يومئذ مريد لغلامين يتيمين من بنى النجار، فلما بركت، ورسول الله صلى الله عليه وسلم عليها لم ينزل، وثبت فسارت غير بعيد، ورسول الله صلى الله عليه وسلم واضع لها زمامها لا يثنيها به، ثم التفتت إلى خلفها، فرجعت إلى مبركها أول مرة، فبركت فيه، فنزل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاحتمل أبو أيوب خالد بن زيد رحله فوضعه فى بيته:

ونزل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسأل عن المريد لمن هو؟ فقال له معاذ بن عفراء: هو يا رسول الله لسهل وسهيل ابنى عمرو، وهما يتيمان لى، وسأرضيهما منه، فاتخذه مسجدا.

فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يينى مسجدا، ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبى أيوب حتى بنى مسجده ومساكنه، فعمل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليرغب المسلمين فى العمل فيه، فعمل فيه المهاجرون والأنصار، ودأبوا فيه.

فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فى بيت أبى أيوب حتى بنى له مسجده ومساكنه.

وتلاحق المهاجرون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يبق بمكة منهم أحد إلا مفتون أو محبوس، ولم يوعب أهل هجرة من مكة بأهليهم وأموالهم إلى الله تبارك وتعالى، وإلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا أهل دور

<<  <  ج: ص:  >  >>