للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم فى مقامه ذلك، حمزة بن عبد المطلب ابن هاشم إلى سيف البحر، من ناحية العيص، فى ثلاثين راكبا من المهاجرين، ليس فيهم من الأنصار أحد، فلقى أبا جهل بن هشام بذلك الساحل فى ثلثمائة راكب من أهل مكة، فحجز بينهم مجدى بن عمرو الجهنى- وكان موادعا للفريقين جميعا- فانصرف بعض القوم عن بعض، ولم يكن بينهم قتال.

ثم، غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى شهر ربيع الأول يريد قريشا، واستعمل على المدينة السائب بن عثمان بن مظعون، حتى بلغ بواط من ناحية رضوى، ثم رجع إلى المدينة ولم يلق كيدا، فلبث بها بقية شهر ربيع الآخر، وبعض جمادى الأولى.

ثم غزا قريشا، فاستعمل على المدينة أبا سلمة بن عبد الأسد، فسلك على نقب بنى دينار، ثم على فيفاء الخبار، فنزل تحت شجرة ببطحاء ابن أزهر، يقال لها:

ذات الساق، فصلى عندها. فثم مسجده صلى الله عليه وسلم، ثم ارتحل رسول الله صلى الله عليه وسلم فترك الخلائق «١» بيسار، وسلك شعبة يقال لها: شعبة عبد الله، وذلك اسمها اليوم، ثم صب لليسار حتى هبط بليل، فنزل بمجتمعه ومجتمع الضبوعة، واستقى من بئر بالضبوعة، ثم سلك الفرش- فرش ملل- حتى لقى الطريق بصحيرات اليمام، ثم اعتدل به الطريق، حتى نزل العشيرة من بطن ينبع، فأقام بها جمادى الأولى وليالى من جمادى الآخرة، ووادع فيها بنى مدلج وحلفاءهم من بنى ضمرة، ثم رجع إلى المدينة ولم يلق كيدا.

وقد كان بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيما بين ذلك من غزوة، سعد


(١) الخلائق: أرض كانت لعبد الله بن جحش بناحية المدينة.

<<  <  ج: ص:  >  >>