للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سورة البقرة (٢) : الآيات ٧ الى ٩]

خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (٧) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (٨) يُخادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَما يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ (٩)

٧- خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ:

بيّن الله سبحانه فى هذه الآية المانع لهم من الايمان بقوله خَتَمَ اللَّهُ.

والختم: التغطية على الشيء والاستيثاق منه حتى لا يدخله شىء.

والختم يكون محسوسا، كما سبق، ومعنى، كما فى هذه الآية، فالختم على القلوب: عدم الوعى عن الحق سبحانه. وعلى السمع:

عدم فهمهم للقرآن إذا تلى عليهم، أو دعوا الى وحدانيته. وعلى الأبصار: عدم هدايتها للنظر فى مخلوقاته وعجائب مصنوعاته.

عَلى قُلُوبِهِمْ فيه دليل على فضل القلب على جميع الجوارح.

وَعَلى سَمْعِهِمْ فيه دليل على فضل البصر لتقدمه عليه.

وجمع الأبصار ووحد السمع، لأنه مصدر يقع للقليل والكثير.

وَلَهُمْ أي للكافرين المكذبين.

عَذابٌ عَظِيمٌ:

العذاب، أي لون من ألوان الإيذاء، وسمى العذاب عذابا لأن صاحبه يحبس ويمنع عنه جميع ما يلائم الجسد من الخير، ويهال عليه أضدادها. وفى المثل لألجمنك لجاما معذبا، أي مانعا عن ركوب الناس.

٨- وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ:

وَمِنَ النَّاسِ أي من المنافقين. والناس، اسم جنس، واسم الجنس لا يخاطب به الأولياء. والناس، اسم من أسماء الجموع، جمع انسان، وانسانة، على غير اللفظ.

والايمان معرفة بالقلب، وقول باللسان، وعمل بالأركان.

٩- يُخادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَما يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ:

<<  <  ج: ص:  >  >>