للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من يشاء من عباده بغير حساب، فهو قادر على أن ينزع الملك من العجم ويذلهم ويؤتيه العرب ويعزهم.

[سورة آل عمران (٣) : الآيات ٢٨ الى ٢٩]

لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (٢٨) قُلْ إِنْ تُخْفُوا ما فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٢٩)

٢٨- لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ:

نهوا أن يوالوا الكافرين لقرابة بينهم أو صداقة قبل الإسلام أو غير ذلك من الأسباب التي يتصادق ويتعاشر عليها.

إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً أي الا أن تخافوا من جهتهم أمرا يجب اتقاؤه.

وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ فلا تتعرضوا لسخطه بموالاة أعدائه وهذا وعيد شديد.

ويجوز أن يضمن تَتَّقُوا معنى: تحذروا وتخافوا فيتعدى بالحرف (من) وينتصب تُقاةً على المصدر.

وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ أي والى جزاء الله المصير وفيه اقرار بالبعث.

٢٩- قُلْ إِنْ تُخْفُوا ما فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ:

إِنْ تُخْفُوا ما فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ من ولاية الكفار وغيره مما لا يرضى الله.

يَعْلَمْهُ اللَّهُ فلا يخفى عليه سركم وعلنكم.

وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ فهو قادر على عقوبتكم، وهذا بيان لقوله:

ويحذركم الله نفسه، لأن نفسه وهى ذاته المميزة من سائر الذوات متصفة بعلم ذاتى لا يختص بمعلوم دون معلوم فهى متعلقة بالمعلومات كلها وبقدرة ذاتية لا تختص بمقدور دون مقدور، فهى قادرة على المقدورات كلها، فكان حقها أن تحذر وتتقى فلا يجسر أحد على قبيح، ولا يقصر عن واجب، فان ذلك مطلع عليه لا محالة، فلا حق به العقاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>