للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَظَلَمُوا بِها فكفروا بآياتنا. أجرى الظلم مجرى الكفر لأنهما من واد واحد. أو فظلموا الناس بسببها حين أو عدوهم وصدوهم عنها وآذوا من آمن بها، ولأنه إذا وجب الايمان بها فكفروا بدل الايمان، كان كفرهم بها ظلما، فلذلك قيل: فظلموا بها، أي كفروا بها واضعين الكفر غير موضعه، وهو موضع الايمان.

[سورة الأعراف (٧) : الآيات ١٠٤ الى ١٠٩]

وَقالَ مُوسى يا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (١٠٤) حَقِيقٌ عَلى أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرائِيلَ (١٠٥) قالَ إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِها إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (١٠٦) فَأَلْقى عَصاهُ فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ (١٠٧) وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذا هِيَ بَيْضاءُ لِلنَّاظِرِينَ (١٠٨)

قالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هذا لَساحِرٌ عَلِيمٌ (١٠٩)

١٠٤- وَقالَ مُوسى يا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ:

يا فِرْعَوْنُ لقب لملوك مصر، فكأنه قيل: يا ملك مصر.

١٠٥- حَقِيقٌ عَلى أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرائِيلَ:

حَقِيقٌ عَلى أي واجب على قول الحق أن أكون أنا قائله والقائم به ولا يرضى الا بمثلى ناطقا به.

فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرائِيلَ فخلهم حتى يخرجوا من رقك.

١٠٦- قالَ إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِها إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ:

أي ان كنت جئت من عند من أرسلك بآية فأتنى بها لتصح دعواك.

١٠٧- فَأَلْقى عَصاهُ فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ:

ثُعْبانٌ مُبِينٌ ظاهر أمره لا يشك فى أنه ثعبان.

١٠٨- وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذا هِيَ بَيْضاءُ لِلنَّاظِرِينَ:

لِلنَّاظِرِينَ يتعلق بقوله بَيْضاءُ. والمعنى: فاذا هى بيضاء للنظارة، ولا تكون بيضاء للنظارة الا إذا كان بياضا عجيبا خارجا عن العادة يجتمع الناس للنظر اليه كما تجتمع النظارة للعجائب.

١٠٩- قالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هذا لَساحِرٌ عَلِيمٌ:

لَساحِرٌ عَلِيمٌ أي عالم بالسحر ماهر فيه، قد أخذ الناس بخدعة من خدعه حتى خيل إليهم العصى حية، والآدم أبيض.

<<  <  ج: ص:  >  >>