للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا جواب عما دسوه تحت قولهم: ائت بقرآن غير هذا، من اضافة الافتراء اليه.

[سورة يونس (١٠) : الآيات ١٧ الى ١٩]

فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ (١٧) وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِما لا يَعْلَمُ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (١٨) وَما كانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً واحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيما فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (١٩)

١٧- فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ:

مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً يعنى افتراء المشركين على الله فى قولهم: انه ذو شريك وذو ولد.

وأن يكون المراد تفادى ما أضافوه اليه من الافتراء.

١٨- وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِما لا يَعْلَمُ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ:

ما لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ الأوثان التي هى جماد لا تقدر على نفع ولا ضر.

هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِنْدَ اللَّهِ يعنى ما جرى على ألسنة بعضهم: إذا كان يوم القيامة شفعت لى اللات والعزى.

أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِما لا يَعْلَمُ أتخبرونه بكونهم شفعاء عنده وهو إنباء بما ليس بالمعلوم لله، وإذا لم يكن معلوما له، وهو العالم المحيط بجميع المعلومات، لم يكن شيئا، لأن الشيء ما يعلم ويخبر عنه، فكان خبرا ليس له مخبر عنه.

فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ تأكيد لنفيه، لأن ما لم يوجد فيهما فهو منتف معدوم.

عَمَّا يُشْرِكُونَ ما، موصولة، أو مصدرية، أي عن الشركاء الذين يشركونهم به، أو عن إشراكهم.

١٩- وَما كانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً واحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيما فِيهِ يَخْتَلِفُونَ:

<<  <  ج: ص:  >  >>