للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هُوَ الْغَنِيُّ علة لنفى الولد، لأن ما يطلب به الولد من يلد، وما يطلبه له السبب فى كله الحاجة فمن كانت الحاجة منتفية عنه كان الولد عنه منتفيا.

لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ فهو مستغن بملكه لهم عن اتخاذ أحد منهم ولدا.

إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطانٍ بِهذا ما عندكم من حجة بهذا القول.

والباء فى بِهذا حقها أن تتعلق بقوله إِنْ عِنْدَكُمْ على أن يجعل القول مكانا للسلطان، كأنه قيل: ان عندكم فيما تقولون سلطان.

أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ لما نفى عنهم البرهان جعلهم غير عالمين.

[سورة يونس (١٠) : الآيات ٦٩ الى ٧١]

قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ (٦٩) مَتاعٌ فِي الدُّنْيا ثُمَّ إِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذابَ الشَّدِيدَ بِما كانُوا يَكْفُرُونَ (٧٠) وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ إِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقامِي وَتَذْكِيرِي بِآياتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكاءَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ (٧١)

٦٩- قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ:

يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ باضافة الولد اليه.

٧٠- مَتاعٌ فِي الدُّنْيا ثُمَّ إِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذابَ الشَّدِيدَ بِما كانُوا يَكْفُرُونَ:

مَتاعٌ فِي الدُّنْيا أي افتراؤهم هذا منفعة قليلة فى الدنيا، وذلك حيث يقيمون رياستهم فى الكفر بالتظاهر به.

٧١- وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ إِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقامِي وَتَذْكِيرِي بِآياتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكاءَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ:

كَبُرَ عَلَيْكُمْ عظم عليكم وشق وثقل.

مَقامِي مكانى، يعنى نفسه.

فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ من أجمع الأمر وأزمعه إذا نواه وعزم عليه.

وَشُرَكاءَكُمْ الواو، بمعنى: مع، أي فأجمعوا أمركم مع شركائكم.

<<  <  ج: ص:  >  >>