للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومناديا: يُنادِي لِلْإِيمانِ وبشرى: هُدىً وَبُشْرى ومجيدا: بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ وزبورا: وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ وبشيرا ونذيرا: كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ بَشِيراً وَنَذِيراً وعزيزا: وَإِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ وبلاغا: هذا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وقصصا: أَحْسَنَ الْقَصَصِ.

رسماه أربعة أسماء فى آية واحدة: فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ. مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ.

فأما تسميته كتابا: فلجمعه أنواع العلوم والقصص والأخبار على أبلغ وجه.

والكتاب لغة: الجمع.

والمبين: لأنه أبان: أى أظهر الحق من الباطل.

وأما القرآن فاختلف فيه، فقال جماعة: هو اسم على غير مشتق خاص بكلام اللَّه، فهو غير مهموز، وبه قرأ ابن كثير، وهو مروىّ عن الشافعى. فإنه كان يهمز قراءة ولا يهمز القرآن، ويقول: القرآن اسم وليس بمهموز، ولم يؤخذ من قراءة، ولكنه اسم لكتاب اللَّه، مثل التوراة والإنجيل.

وقال الأشعرى: هو مشتق من قرنت الشىء بالشىء: إذا ضممت أحدهما إلى الآخر، وسمى به القرآن السور والآيات والحروف فيه.

وقال الفراء: هو مشتق من القرائن، لأن الآيات منه يصدق بعضها بعضا، ويشابه بعضها بعضا، وهى قرائن.

وعلى القولين بلا همز أيضا ونونه أصلية.

وقال الزجاج: هذا القول سهو، والصحيح أن ترك الهمز فيه من باب التخفيف، ونقل حركة الهمز إلى الساكن قبلها.

واختلف القائلون بأنه مهموز، فقال قوم منهم اللحيانى: هو مصدر لقرأت، كالرجحان والغفران، سمى به الكتاب المقروء، من باب تسمية المفعول بالمصدر.

وقال آخرون: منهم الزجاج: هو وصف على فعلان، مشتق من القرء، بمعنى الجمع، ومنه: قرأت الماء فى الحوض أى جمعته

<<  <  ج: ص:  >  >>