للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سورة الكهف (١٨) : الآيات ١٥ الى ١٧]

هؤُلاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً (١٥) وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَما يَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقاً (١٦) وَتَرَى الشَّمْسَ إِذا طَلَعَتْ تَتَزاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذاتَ الْيَمِينِ وَإِذا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذاتَ الشِّمالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذلِكَ مِنْ آياتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِداً (١٧)

١٥- هؤُلاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً:

هؤُلاءِ مبتدأ.

قَوْمُنَا عطف بيان.

اتَّخَذُوا خبره وهو اخبار فى معنى الإنكار.

لَوْلا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ هلا يأتون على عبادتهم، فحذف المضاف.

بِسُلْطانٍ بَيِّنٍ أي بحجة واضحة على عبادتهم الأصنام وهذا من التبكيت لأن الإتيان بالسلطان على عبادة الأوثان محال.

مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً بنسبة الشريك اليه.

١٦- وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَما يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقاً:

وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ خطاب من بعضهم لبعض، حين صممت عزيمتهم على الفرار بدينهم.

وَما يَعْبُدُونَ نصب، عطف على الضمير. يعنى وإذ اعتزلتموهم واعتزلتم معبوديهم.

وَما يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ يجوز أن يكون استثناء متصلا، على ما روى من أنهم كانوا يقرون بالخالق ويشركون معه غيره كما أهل مكة.

ويجوز أن يكون منقطعا.

وقيل: هو كلام معترض، اخبار من الله تعالى عن الفئة أنهم لم يعبدوا غير الله.

مِرفَقاً وهو ما يرتفق به، أي ينتفع.

١٧- وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم فى فجوة منه ذلك من آيات الله من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا:

تزاور تميل.

<<  <  ج: ص:  >  >>