للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المبحث الثالث: مَدَى تأثر فقه أحمد ومذهبه بفقه الشافعي ومذهبه

وُلدَ الإمام الشافعي سنة (١٥٠ هـ) وتوفي سنة (٢٠٤ هـ) ، والإمام أَحمد ولد سنة (١٦٤ هـ) وتوفي سنة (٢٤١ هـ) فيكون أَدرك من حياة الشافعي أَربعين عاما، وقد تتلمذ عليه واستفاد منه، وَبِالمِثْلِ فإِن الشافعي اعترف بفضل الإمام أَحمد وأَثنى عليه كثيرًا، وأَخذ عنه، وكان لمنزلته عنده يزوره فلما قيل له، أنشد:

قالوا يزورك أَحمد وتزوره ... قلت الزِّيارة كلها من أَجله

إن زرته فلفضله أو زارني ... فبفضله فالفضل في الحالين له

قيل: أَجابه أحمد- رحمه الله تعالى- بقوله:

إن زُرتنا فبفضل منك تَمنحنا ... أو نحن زُرْنا فللفضل الذي فيكا

فَلاَ عدمنا كلا الفضلين منك ولا ... نال الذي يتمنى فيك شانيكا

ذكر ذلك أبو الثناء الحميدي، المتوفى سنة (١٠٣٠ هـ) كما في ترجمته من: " النعت الأكمل " للغزي. ولم أر ذِكْرَ الجواب بهما لغيره. والشافعي- رحمه الله تعالى- دخل بغداد مرتين، أقام في رحلته الأولى سنتين ونصف، وفيها صَنَّفَ كُتبهُ القديمة، ورحلته الثانية أقام بها شهرًا ولم يصنف فيها شيئًا.