للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشيرازي ثم البغدادي، ثم المقدسي، ثم الدمشقي، المتوفى سنة (٤٨٦ هـ) تلميذ القاضي أَبي يعلى: فضل في نشر المذهب في الشام، وكانت له دعوة صالحة، وكان دعا لقدامة بن مقدام ولولده بحفظ القرآن فحفظه، وانتشر الخير في عقبه.

هاجر أَحمد بن محمد بن قدامة من جمَّاعيل إلى الصالحية بدمشق سنة (٥٥١ هـ) ، ومعه ولداه أَبو عمر محمد، والموفق عبد الله، وأَهلهم إلى دمشق لما استولى الفرنجة على الأَرض المقدسة، فنزلوا بمسجد أَبي صالح فأَقاموا به نحو سنتين فاستوخموه ومات في شهر واحد منهم نحو أَربعين نفساً، فأشار عليهم والد أَبي الفرج ابن الحنبلي بالانتقال إلى الجبل فانتقلوا، وكان رأيًا مباركاً، قال أَبو عمر فقال الناس: " الصالحية. الصالحية. ينسبونا إلى مسجد أَبي صالح، لا أَنَّا صالحون " وأبو صالح هو مفلح بن عبد الله ت سنة (٣٣٠ هـ) .

وهذا البيت المبارك صار منهم أَئمة هداة، وعلماء، وقضاة، وخطباء، ومدرسون، وشهود، ومفتون، ازدهر بهم المذهب خاصة والعلم عامة، وأَنزل الله البركة فيهم، وفي ذراريهم، ويطول الكتاب بذكر مشجرهم، ومن حقهم إفراد كتاب عنهم، وقد فعل الضياء المقدسي صاحب المختارة محمد بن عبد الواحد ت سنة (٦٤٣ هـ) حيث أَفرد كتابًا لهم باسم: " كتاب سبب هجرة المقادسة ... ".

ومن نظر في ذيل الطبقات لابن رجب فما بعده من كتب الطبقات رأى منهم العدد الوفير والخير الكثير- رحم الله الجميع-.

١- فالشيخ أبو عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة ابن