للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دنيئا خسيسا لا خير فيه والمراد ما كانوا يأخذونه من الرشى فى الحكومات وعلى تحريف الكلام قال الحدادي سمى متاع الدنيا عرضا لقلة بقائه كأنه يعرض فيزول قال الله تعالى هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا يريدون بذلك السحاب وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنا لا يؤاخذنا الله بذلك ويتجاوز عنه يقال غفر الله له ذنبه غطى عليه وعفا عنه. قوله سيغفر اما مسند الى الجار والمجرور بعده وهو لنا واما الى ضمير الاخذ فى يأخذون كقوله اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ اى سيغفر لنا أخذ العرض الأدنى وفى التأويلات النجمية من شأن النفوس ان يجعلوا المواهب الربانية والكشوف الروحانية ذريعة العروض الدنيوية ويصرفها فى تحصيل المال والجاه واستيفاء اللذات والشهوات ويقولون سيغفر لنا لانا وصلنا الى مقام ورتبة يغفر لنا مثل الزلات والخطيئات كما هو مذهب اهل الإباحة جهالة وغرورا منهم وفيه معنى آخر وهوانهم يقولون سيغفر لنا إذا استغفرنا منها وهم يستغفرون باللسان لا بالقلب وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ حال من فاعل يقولون اى يأخذون الرشى فى الاحكام وعلى تحريف الكلم للتسهيل على العامة ويقولون انه تعالى لا يؤاخذنا بأخذ ما أخذناه من عرض الدنيا ويتجاوز عنه والحال انهم مصرون على اخذه عائدون الى مثله غير تائبين عنه أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثاقُ الْكِتابِ اى العهد المذكور فى التوراة أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ عطف بيان للميثاق اى لا تفتروا على الله مثل القطع على المغفرة مع الإصرار على الذنب وَدَرَسُوا ما فِيهِ [وخوانده اند آنچهـ دروست واين حكم در وى نديده اند] وهو معطوف على ألم يؤخذ من حيث المعنى فانه تقرير اى أخذ عليهم ميثاق الكتاب ودرسوا ما فيه ولك ان تقول درسوا عطف على لم يؤخذ فالاستفهام التقريرى متعلق بهما وَالدَّارُ الْآخِرَةُ [ورستكارى سراى ديكر كه عقابست خَيْرٌ بهترست از عرض دنيا] لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ المعاصي والشرك وأكل الحرام والافتراء على الله تعالى أَفَلا تَعْقِلُونَ تعلمون ذلك فلا تستبدلوا الأدنى المؤدى الى العقاب بالنعيم المخلد وَالَّذِينَ اى وخير ايضا للذين يُمَسِّكُونَ بِالْكِتابِ اى يتمسكون به فى امور دينهم يقال مسك بالشيء وتمسك به قال مجاهد هم الذين آمنوا من اهل الكتاب كعبد الله بن سلام وأصحابه تمسكوا بالكتاب الذي جاء به موسى عليه السلام فلم يحرفوه ولم يكتموه ولم يتخذوه مأكلة اى وسيلة وسببا لاكل اموال الناس وقال عطاء هم امة محمد عليه السلام فالمراد بالكتاب القرآن وَأَقامُوا الصَّلاةَ من قبيل ذكر الخاص بعد ذكر العام للتنبيه على شرف الخاص وفضله فان اقامة الصلاة أعظم العبادات وأفضلها بعد الايمان فافردت بالذكر لعلو قدرها بالنسبة الى سائر انواع التمسكات

خانه دين خويش را چوخدا ... بر ستون نماز كرد بنا

بي شكى تا ستون بجاى بود ... خانه دين حق بپاى بود

إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ اى نعطيهم أجرهم فى القول والعمل قال الكاشفى [مزد كار بصلاح آرندگان كردار خود را بلكه بتمام بديشان رسانيم] والإصلاح اما إصلاح الظواهر واما إصلاح السرائر وذلك بالتقيد بالأعمال الظاهرة وتربية النفس الى ان تصلح لقبول فيض

<<  <  ج: ص:  >  >>