للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وينتظروا وقوع ما اخبر به من الأمور المستقبلة التي يظهر بعضها فى الدنيا ويظهر بعضها فى الآخرة ليستدلوا بذلك على صحة القرآن وصدق قول النبي عليه السلام ونفى إتيان التأويل بكلمة لما الدالة على التوقع بعد نفى الإحاطة بعلمه بكلمة لم لتأكيد الذم وتشديد التشنيع فان الشناعة فى تكذيب الشيء قبل علمه المتوقع إتيانه افحش منها فى تكذيبه قبل علمه مطلقا والمعنى انه كان يجب عليهم ان يتوقفوا الى زمان وقوع المتوقع فلم يفعلوا كَذلِكَ اى مثل ذلك التكذيب الواقع من قومك كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أنبياءهم فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الظَّالِمِينَ فيه وعيد لهم بمثل ما عوقب به من قبلهم وانما وصفهم بالظلم لانهم وضعوا التكذيب فى موضع التصديق فكان مآل أمرهم الى ما اخبر به الكتب والأنبياء من العذاب والهلاك وَمِنْهُمْ اى من المكذبين مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ من يصدق بالقرآن فى نفسه ويعلم انه حق ولكنه يعاند وَمِنْهُمْ مَنْ لا يُؤْمِنُ بِهِ فى نفسه كما لا يؤمن به ظاهرا لفرط غباوته وقلة تدبره او منهم من سيؤمن به ويتوب عن كفره لكونه مستعدا لقبول الايمان ومنهم من لا يؤمن به فيما يستقبل بل يموت على كفره لعدم استعداده لقبوله وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ بالمعاندين او بالمصرين وانما وصفهم بالإفساد لانهم أفسدوا استعدادهم الفطري بالأعمال الفاسدة وَإِنْ كَذَّبُوكَ وان أصروا على تكذيبك بعد الزام الحجة فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ فتبرأ منهم فقد أعذرت اى بالغت فى العذر كقوله تعالى فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ والمعنى لى جزاء عملى ولكم جزاء عملكم حقا كان او باطلا وتوحيد العمل المضاف إليهم باعتبار الاتحاد النوعي ولمراعاة كمال المقابلة أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ تأكيد لما أفاده لام الاختصاص من عدم تعدى جزاء العمل الى غير عامله اى لا تؤاخذون بعملي ولا اؤاخذ بعملكم وعمله صرف الاستعداد الفطري فى استعمال العبودية لقبول فيض الربوبية وجزاؤه الجنة والوصلة وعملهم إفساد الاستعداد فى استيفاء اللذات والشهوات النفسانية وابطال القلب عن قبول الفيض الإلهي وجزاؤه النار والقطيعة وايضا عمله التصديق والإقرار وعملهم التكذيب والإنكار وكل بريئ من صاحبه فى الدنيا والآخرة لا يجتمعان ابدا لانه لا يجتمع الضب والنون فان الضب غذاؤه الهواء والنون غذاؤه الماء ولاحدهما وهو الضب القبض واليبوسة لانه برى ومن طبع التراب ذلك وللآخر وهو النون البسط والرطوبة لانه بحرىّ ومن طبع الماء ذلك: وفى المثنوى

طوطيان خاص را قنديست ژرف ... طوطيان عام ازين خود بسته طرف «١»

كى چشد درويش صورت زان نكات ... معنى است آن نى فعولن فاعلات

از خر عيسى دريغش نيست قند ... ليك خر آمد بخلقت كه پسند

بال بازان را سوى سلطان برد ... بال زاغان را بگورستان برد «٢»

وَمِنْهُمْ اى من المكذبين مَنْ اى ناس يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ عند قراءتك القرآن وتعليمك للشرائع بسمع الظاهر وفى سمع قلوبهم صمم من محبة الدنيا وشهواتها فان حب الشيء يعمى ويصم عن غيره أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ الهمزة الاستفهامية انكارية والفاء


(١) در أوائل دفتر ششم در بيان سؤال كردن سائلى از واعظى كه مرغى إلخ
(٢) در أوائل دفتر ششم در بيان بر تخت نشاند سلطان محمود غلام هندو را إلخ

<<  <  ج: ص:  >  >>