للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا بالقلب والإكراه لا يمنع فعل اللسان فلا يمنع النفاذ انتهى وفى الحديث (ان الله بعثني برسالته فضقت بها ذرعا فاوحى الله تعالى الى ان لم تبلغ رسالتى عذبتك وضمن لى العصمة فقويت) ويدخل فيه العلماء الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر فانهم إذا عملوا بما علموا وتصدوا للتبليغ وخافوا الله دون غيره فان الله تعالى يحفظهم من كيد الأعداء- حكى- ان زاهدا كسر خوابى الخمر لسليمان بن عبد الملك الخليفة فاتى به يعاقبه وكان للخليفة بغلة تقتل من ظفرت به واتفق رأى وزرائه ان يلقى الزاهد بين يدى البغلة فالقى بين يديها فخضعت له فلم تقتله فلما أصبحوا نظروا اليه فاذا هو صحيح فعلموا ان الله تعالى حفظه فاعتذورا اليه وخلوا سبيله

گرت نهى منكر برآيد ز دست ... نشايد جوبى دست و پايان نشست

ومنها ان المؤمنين ينبغى ان يعاونوا أئمتهم ومن اقتدى بهم فى تنفيذ الحق واجرائه والزام الخصم واسكاته كما كان الاصحاب رضى الله عنهم يفعلون ذلك برسول الله صلى الله عليه وسلم فى الجهاد وغيره من الأمور الدينية وفى الحديث (المؤمن للمؤمن كبنيان يشد بعضه بعضا) يعنى المؤمن لا يتقوى فى امر دينه ودنياه الا بمعونة أخيه كما ان بعض البناء يقوى ببعضه وفيه حث على التعاضد فى غير الإثم كذا فى شرح المشارق لابن الملك وكان النبي صلى الله عليه وسلم يضع لحسان منبرا فى المسجد فيقوم عليه يهجو من كان يهجو رسول الله صلى الله عليه وسلم ويدفع عن المسلمين ويقويهم على المشركين وكان روح القدس اى جبريل يمده بالجواب ويلهمه الصواب

هجا گفتن ار چهـ پسنديده نيست ... مبادا كسى كآلت آن ندارد

چهـ آن شاعرى كو هجا گو نباشد ... چوشيرى كه چنگال ودندان ندارد

ومنها لزوم الثبات على التوحيد ومن علاماته التكرير باللسان جهرا وإخفاء جمعية وانفرادا وفى الحديث (جددوا ايمانكم) والمراد الانتقال من مرتبة الى مرتبة فان اصل الايمان قديم بالأول كما فى الواقعات المحمودية: قال المولى الجامى قدس سره

دلت آيينه خداى نماست ... روى آيينه تو تيره چراست

صيقلى دار صيقلى ميزن ... باشد آيينه ات شود روشن

صيقل آن اگر نه آگاه ... نيست جز لا اله الا الله

وفى الحديث (من مات وهو يدعو من دون الله ندا دخل النار ومن مات يعلم انه لا اله الا الله دخل الجنة) واعلم ان كلمة هو فى قوله تعالى لا إِلهَ إِلَّا هُوَ اسم تام بمنزلة لفظة الجلالة ولذا جعلها الصوفية قدس الله أسرارهم وردّ الهم فى بعض أوقاتهم قال فى فتح القريب من خواص اسم الله انك إذا حذفت من خطه حرفا بقي دالا على الله تعالى فان حذفت الالف بقي لله وان حذفت اللام الاولى وأبقيت الالف بقي اله وان حذفتهما معا بقي له ملك السموات والأرض وان حذفت الثلاثة بقي هو الله الحي القيوم لا اله الا هو انتهى مَنْ كانَ [هر كه باشد كه از دنائت همت] وكان صلة اى زائدة كما فى التبيان وقال فى الإرشاد للدلالة على الاستمرار يُرِيدُ بما عمله من اعمال البر والإحسان الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها اى ما يزينها ويحسنها من الصحة والامن

<<  <  ج: ص:  >  >>