للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رضى الله عنهما لم يعذب الله أمتين بعذاب واحد الا قوم شعيب وصالح وذلك انه أصابهم حر شديد فخرجوا الى غيضة لهم فدخلوا فيها فظهرت لهم سحابة كهيئة الظلة فاحدقت بالأشجار وأخذت فيها النار وصاح بهم جبريل ورجفت بهم الأرض فماتوا كلهم واحترقوا فذلك قوله تعالى فَأَصْبَحُوا اى صاروا فِي دِيارِهِمْ بلادهم او مساكنهم جاثِمِينَ ميتين لازمين لاماكنهم لابراح لهم منها اى لا زوال كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيها اى لم يقيموا فى ديارهم احياء متصرفين مترددين أَلا بُعْداً لِمَدْيَنَ اى هلاكا لاهل مدين واعلم ان بعدا وسحقا ونحوهما مصادر قد وضعت مواضع افعالها التي لا يستعمل إظهارها. ومعنى بعدا بعدوا اى هلكوا. وقوله لمدين بيان لمن نبه عليه بالبعد نحو هيت لك قال الكاشفى [بدانيد كه هلاكيست قوم مدين را ودورى از رحمت من] كَما بَعِدَتْ ثَمُودُ اى هلكت شبه هلاكهم بهلاكهم لانهما أهلكتا بنوع من العذاب وهو الصيحة كما مر آنفا. والجمهور على كسر العين من بعدت على انها من بعد يبعد بكسر العين فى الماضي وفتحها فى المضارع بمعنى هلك يهلك أرادت العرب ان تفرق بين البعد بمعنى الهلاك وبين البعد الذي هو ضد القرب ففرقوا بينهما بتغيير البناء فقالوا بعد بالضم فى ضد القرب وبعد بالكسر فى ضد السلامة والبعد بالضم والسكون مصدر لهما والبعد بفتحتين انما يستعمل فى مصدر مكسور العين وفى الآية اشارة الى ان الكفرة واهل الهوى أفسدوا الاستعداد الروحاني الفطري فى طلب الدنيا واستيفاء شهواتها والاستكبار عن قبول الحق والهدى وادي تمردهم عن الحق وتماديهم فى الباطل الى الهلاك صورة ومعنى. اما صورة فظاهر. واما معنى فلانهم ابعدوا عن جوار الله وطيب العيش معه الى أسفل سافلين القطيعة فبقوا فى نار الفرقة لا يحيون ولا يموتون وما انتفعوا بحياتهم فصاروا كالاموات وكما ان الصيحة من جبرائيل أهلكتهم فكذا النفخة من شعيب احيت المؤمنين لان أنفاس الأنبياء والأولياء كنفخ اسرافيل فى الاحياء إذا كان المحل صالحا لطرح الروح فيه كجسد الإكسير: قال فى المثنوى

سازد اسرافيل روزى ناله را ... جان دهد پوسيده صد ساله را «١»

هين كه اسرافيل وقتند أوليا ... مرده را ز يشان حياتست ونما

جان هر يك مرده از كور تن ... برجهد ز آواز شان اندر كفن

سركشى از بندگان ذو الجلال ... وانكه دارند از وجود تو ملال «٢»

كهربا دارند چون پيدا كنند ... كاه هستىء ترا شيدا كنند

كهرباى خويش چون پنهان كنند ... زود تسليم ترا طغيان كنند

قد سبق ان قوم شعيب عدوه ضعيفا فيما بينهم وما عرفوا ان الله القوى معه

كر تو پيلى خصم تو از تو رميد ... نك جزا طيرا ابابيلت رسيد «٣»

كر ضعيفى در زمين خواهد أمان ... غلغل افتد در سپاه آسمان

كر بدندانش كزى پر خون كنى ... درد دندانت بگيرد چون كنى

هر پيمبر فرد آمد در جهان ... فرد بود وصد جهانش در نهان «٤»


(١) در اواسط دفتر يكم در بيان داستان پير جنگى كه در عهد عمر إلخ
(٢) در اواسط دفتر يكم در بيان سبب حرمان اشقيا از دو جهان إلخ
(٣) در اواسط دفتر يكم در بيان پرسيدن شير وايس كشيدن إلخ
(٤) در اواسط دفتر يكم در بيان سبب حرمان اشقيا از دو جهان كه إلخ

<<  <  ج: ص:  >  >>