للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعقوب بريح يوسف قبل ان يأتيه البشير بالقميص فأذن لها فأتته بها: قال المولى الجامى

دير مى جنبد بشير اى باد بر كنعان كذر ... مژده پيراهن يوسف ببر يعقوب را

ولذلك يستروح كل محزون بريح الصبا ويتنسمها المكروبون فيجدون لها روحا وهى التي تأتى من ناحية المشرق وفيها لين إذا هبت على الأبدان نعمتها ولينتها وهيجت الأسواق الى الأحباب والحنين الى الأوطان قال الشاعر

أيا جبلى نعمان بالله خليا ... نسيم الصبا يخلص الى نسيمها

فان الصبا ريح إذا ما تنفست ... على نفس مهموم تجلت همومها

: قال الحافظ

با صبا همراه بفرست از رحت كلدسته ... بو كه بويى بشنويم از خاك بستان شما

وفى التبيان هاجت الريح فحملت ريح القميص من مسافة ثمانين فرسخا واتصلت بيعقوب فوجد ريح الجنة فعلم انه ليس فى الدنيا من ريح الجنة الا ما كان من ذلك القميص انتهى يقول الفقير هذا موافق لما ذكر من انه كان فى القميص ريح الجنة لا يقع على مبتلى الأصح فالخاصية فى ريح الجنة لا فى ريح يوسف كما ذهب اليه البيضاوي واما الاضافة فى قوله رِيحَ يُوسُفَ فللملابسة كما لا يخفى قال الامام الجلدكى فى كتاب الإنسان من كتاب البرهان لعمرى كلما كثفت طينة الإنسان وزادت كثافتها نقصت حواسه فى مدركاتها لحجب الكثافة الطارية على ذات الإنسان من اصل فطرته واما جوهر ذات الإنسان إذا لطف وتزايدت لطافته فان جميع حواسه تقوى ويزيد إدراكها وكثير من اشخاص النوع الإنساني يدركون بحاسة الشم الروائح العطرة من بعد المسافة على مسافة ميل او اكثر من ذلك على مسيرة أميال ولعل من تزايدت لطافته يدرك رائحة ما لا رائحة له من الروائح المعتادة كما قال الله تعالى حكاية عن يعقوب إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ وهذه الحاسة مخصوصة باهل الكشف لا بغيرهم من الناس انتهى: وفى المثنوى

بود واى چشم باشد نور ساز ... شد زبويى ديده ديده يعقوب باز «١»

بوى بد مرديده را تارى كند ... بوى يوسف ديده را يارى كند

بوى كل ديدى كه آنجا كل نبود ... جوش مل ديدى كه آنجا مل نبود

آن شنيدى داستان با يزيد ... كه زحال بو الحسن پيشين چهـ ديد «٢»

روزى آن سلطان تقوى ميكذشت ... با مريدان جانب صحرا ودشت

بوى خوش آمد مر او را ناكهان ... از سوادرى ز سوى خارقان

هم بر آنجا ناله مشتاق كرد ... بوى را از باد استنشاق كرد

چون در وآثار مستى شد پديد ... يك مريد او را از ان دم بر رسيد

پس بپرسيدش كه اين احوال خوش ... كه برونست از حجاب پنج وشش

كاه سرخ وكاه زرد وكه سپيد ... مى شود رويت چهـ حالست ونويد

مى كشى بوى وبظاهر نيست كل ... بى شك از غيبست واز كلزار كل


(١) در اواسط دفتر يكم در بيان تفسير آيه ما شاء الله كان إلخ
(٢) در اواسط دفتر چهارم در بيان مژده دادن با يزيد از زادن ابو الحسن خرقانى إلخ

<<  <  ج: ص:  >  >>